المنوعات

أغاني و أغاني  قراءة و تحليل الحلقة السادسة عشر

بقلم كمال الزين

١٦ –

السفر في غناء أهل السودان لم يرتبط بفكرة السفر خارج السودان حين بدأ السودانيون الغناء للسفر .
تلك اللوعة و ذلك الشجن و البكاء على فراق المحبوب كان يتناول سفر المحبوب عبر اللوري أو القطار من القرى إلى الحواضر ، حتى تطور أمر السفر مع بداية ظاهرة الاغتراب فبدأت الاغنية التي تتناول السفر نفسها تأخذ شكلاً آخر من حيث المفردة و اللحن .
فبين أغنية ( إنتا شلتو جيبو و القطار ) حتى ( سفري السبب لي أذايا ) رائعة أبو العلا و أحمد المصطفى ليست سوى سنوات قليلة تطور فيها اللحن و تطورت المفردة ، حتى أطل علينا زمان الشاعر عثمان خالد و رائعته ( إلى مسافرة ) و رائعة الفنان الكبير محمد الأمين ( قلنا ما ممكن تسافر ) ، و هو أمر نادر في تاريخ غناء الشعوب ، فالسفر و الاغتراب و التنقل داخل و خارج السودان أمر تميز به أهل السودان تميزهم بحنينهم إلى مسقط رأسهم و مهد صباهم .

( سفرك بكره قالوا ) رائعة الفنان الكبير عبدالعزيز محمد داوود قدمها لنا من خلال حلقة اليوم الفنان الشاب مهاب عثمان .
و الفنان مهاب عثمان لا بد له من الخروج على أسلوب و طريقة غناء حسين شندي – جمال فرفور فهو يتمتع بموهبة و إمكانيات تغنيه عن هذا الأمر .

( سافر مطارات الوداع ضجن) من كلمات قاسم أبو زيد و ألحان الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد ، و هي إحدى أغنيات اللونية التي أرتبطت بخريجي معهد الموسيقى و المسرح و الذين أضافوا للغناء السوداني مسحة من الرمزية و الصور المسرحية التي لم تكن موجودة من قبل في مدارس الشعر السوداني الغنائي منذ غناء ما عرف إصطلاحاً بغناء الحقيبة و ما تلاها .
تغنت بها الفنانة الشابة لينا قاسم و قد بدا جلياً هذا المساء أن لينا قاسم فنانة ذات موهبة عظيمة و إمكانيات مهولة و يمكنها أن تحقق الكثير بشيء من الجدية و الاجتهاد ، و الفوارق في الإمكانيات بينها و بين بقية رصفاءها المشاركين في حلقات البرنامج هذا الموسم ، أداءها هذا المساء يبشر بميلاد فنانة كبيرة سيكون لها شأن كبير في مستقبل الغناء السوداني .

( الودعو إرتحلو ) من كلمات و ألحان الراحل المقيم عوض جبريل ، قدمها هذا المساء الفنان الشاب أحمد فتح الله و كان فشله واضحاً من خلال ضعف صوته و تأرجحه و إهتزازه ، و ليته يكثر الاستماع لهذه الاغنية بصوت و أسلوب غناء الفنان الظاهرة الراحل المقيم محمود عبدالعزيز .

( الوداع ) رائعة الراحل المقيم فنان الجزيرة الأول محمد مسكين ، و الفنان الكبير محمد مسكين الأخ غير الشقيق للشاعر و الأديب و الصحافي الراحل فضل الله محمد الذي تعاون معه في أكثر أعماله شهرة و ذيوعاً و التي تتناول موضوع حلقة اليوم السفر ، كان هي أنسب الاختيارات حين يود فنان شاب الغناء للفنان الراحل محمد مسكين ( من أرض المحنة من قلب الجزيرة برسل للمسافر أشواقي الكتيرة ) .
تغنت بها الفنانة الشابة إنصاف فتحي و كان أداءها الأسوأ هذا الموسم .

( بتفوت و لا حتى تودع ساي ) من كلمات الأستاذ عبدالوهاب هلاوي و من ألحان الفنان الموسيقار الكبير الهادي حامد ود الجبل .
و الهادي حامد حين يقدم لحناً فلابد أن يكون مختلفاً فهو فنان صاحب لونية خاصة في تاريخ فن الغناء السوداني ، و هي لونية لا يقاسمه فضلها إلا الفنان الكبير الراحل المقيم السوداني الصومالي اليمني أحمد ريشة و اللذان كان لهما الفضل الأكبر في تميز الأبن الشرعي للونيتها الراحل المقيم محمود عبدالعزيز ، و الذي لم يجنح لتقليد هذا أو ذاك و إنما أنطلق مطوراً لونيتهما ليجعل منها في حقبة نهاية الثمانينيات حتى وفاته أحد أهم ألوان الغناء في السودان .

قدمها لنا الفنان الشاب أمير ، و كان موفقاً في أداءها و وضع بصمته الخاصة على الأغنية .

في ختام الحلقة السادسة عشر من حلقات البرنامج لهذا الموسم قدمت لنا الفنانة هدى عربي أغنية خالدة من أغنيات الفنانة الكبيرة سيدة الغناء السوداني الراحلة المقيمة عشة الفلاتية .

( باقي لي يومين و أسافر ) و هي ليست من كلمات الفلاتية و ليست من ألحانها كما أوردت قناة النيل الأزرق ، بل هي من كلمات حسن أكرت و من ألحان الفنان الكبير التاج مصطفى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى