المقالات

المهندس مجذوب هاشم يكتب: حتى لا تعود الميلشيا مجددا

متابعات -تسامح نيوز

المهندس مجذوب هاشم يكتب:حتى لا تعود الميلشيا مجددا

م. مجذوب هاشم.

بعد الضغط المتواصل من القوات المسلحة في جميع محاور القتال و الذي احرزت من خلاله القوات المسلحه تقدماً كبيراً و اختراق كبير في عموم المعركة و معركة الخرطوم بوجه خاص حيث وصلت القوات المسلحة الي مناطق كانت تعتقد المليشيا بتواجدها فيها أنها في مأمن و نتاج لهذا التقدم هربت اعداد مقدره من قوات المليشيا و عادت ادراجها.

و يمكن قراءة هذا الخروج في صياغ نوعية القوات التي خرجت في الايام السابقة من ولاية الخرطوم و تلقت بعضها ضربات محدودة من الطيران حيث تعتبر هذه القوات ليست من قوام قوات الدعم السريع الرئيسية و اغلبها من المستنفرين و المنتفعين و الكسابة حيث استخدمت قوات آل دقلو هذه التشكيلات في حربها علي المواطن و دفع ثمن قتالها من ممتلكات المواطنين و بعد نوبات الخروج هذه اصبحت اعداد المليشيا في الخرطوم عموماً قليله جدا مقارنه بما سبق.

المهندس مجذوب هاشم يكتب: حتى لا تعود الميلشيا مجددا

و قاد هذا الخروج الي ان ظهر القوات المقاتلة الرئيسية اصبح مكشوفا و أن القوات المقاتلة الرئيسية لا تزال تتواجد في جبهاتها و مواقعها و نجد ان تقدم الجيش في اي محور من المحاور يصبح سهلاً و تفضل هذه القوات المتبقيه التراجع عن الإستمرار في قتال الجيش مما سبب حالة من التوهان و فقدان البوصلة للمليشيا و ما يحدث ليس انهيارا كما يصوره البعض و المليشيا ما زالت تحتفظ بمجموعات من قواتها الصلبة في دارفور و تحاصر بها الفاشر حتي القوات التي خرجت من مصفاة الخرطوم بالجيلي انضمت للقوات التي تطبق حصاراً علي مدينة الفاشر و ذلك بعد خروجها من الخرطوم .

دلفنا لكتابة هذه السطور من اجل توضيح و تحليل بعض الحقائق اولا :طبيعة تكوين هذه القوات العشائرية يجعلها بعيدة عن تطبيق الخطط العسكرية و الالتزام بها بالاضافه لعدم خوضهم لتجربة مماثله لحرب طويلة كهذه و كذلك قلة الجرعة العسكريه للمستنفرين او انعدامها تماما.

و دفعت المليشيا ثمن هذه الطبيعة العشائرية و النفسية لجندي الدعم السريع تقدماً للقوات المسلحة و استطاعت الاستخبارات العسكرية الاستفادة من هذه الطبيعة ايضا بزراعتها اعداداً كبيرة من المصادر داخل هذه القوات و بدأت تحدث تصفيات جسديه علي مستوي قيادات رفيعة في صفوفها و ما زالت تحاول ان تحافظ على تواجدها في ولاية الخرطوم و تحاسب كل من يقصر في اداء واجبه من جنودها او قياداتهم و تجبرهم علي خوض المعارك الخاسره سلفا .

المهندس مجذوب هاشم يكتب: حتى لا تعود الميلشيا مجددا
تسامح نيوز-موقع اخباري سوداني

ما ورد في السطور السابقة يعتبر مدخلاً لتحليل ما ورد اليوم من اخبار مؤكدة تتحدث عن بحث قيادات المليشيا مع القوات المسلحة في الخرطوم لترتيب خروج آمن من ولايه الخرطوم و محليه القطينة و بالمقابل اطلاق بعضاً من اسرى القوات المسلحة اعتقد ان اذا ما تم ذلك سيدفع الجيش ثمنه في معارك اخري مثل معارك الابيض و الفاشر اي معارك كردفان و دارفور بصورة عامة فما تبقي للمليشيا من قوات بولاية الخرطوم و النيل الابيض و اجزاء من الجزيره ليست بالقوة القليلة اذا ما تجمعت حتي و إن قامت بالخروج تحت أعين الجيش بعد تسلميها لاسلحتها.

فمن يمدها قادر علي تسلحيهم مرة اخريى و امر تحرير ولاية الخرطوم اصبح مسألة وقت ليس إلا و اذا كان لابد من خروج آمن يجب ان تكون عملية السلام شاملة و تشمل كل ربوع السودان من كردفان و دارفور و النيل الابيض و النيل الازرق بخلاف ذلك يفضل استمرار معارك الخرطوم ضد المليشيا و ولولا انها قد ايقنت بصعوبة المهمة لما تقدمت بهذا العرض.

و ما تخشاه المليشيا هذه الايام نموء بذرة التفتت التي بدأت تنموا داخل مكوناتها بهذه الخطوة ستحافظ المليشيا علي قواتها من التفكك الذي يضرب في جسدها و اصبح يسبب جرحاً غائرا في كل يوم يمر حيث اصبحت الاصوات من مكوناتها تتعالي ضد قيادتها و لا ننسي دور الاستخبارات العسكرية في استقطاب الادارات الاهلية و شراء الولاءات و في قادم الايام اذا استمرت الاوضاع العسكرية بنفس الصورة ربما نجد أن الدعم السريع قد عزل قيادته و تنصيب قيادة جدية بديلة لقيادة آل دقلو حيث تغيرت مواقف اعداد مقدرة من مكونات الدعم السريع تجاه آل دقلو.

و اصبحوا يعتبرونهم عملاء و انهم قد اشتروا لهم العداء مع الشعب السوداني و أن لا قضية لهم غير السلطة و قد يدفعون ثمن معاداتهم للشعب السوداني في حال انتصار الجيش و ذلك نسبة للضرر الذي لحق بالشعب السوداني من ممارسات ابنائهم و اصبحوا ناغمين علي ابناء دقلو لاستخدام ابنائهم في معركة من غير معترك و دفعوا ثمن طموحاتهم و طموحات كفيلهم من دم ابنائهم لذلك رأي البعض مثل موسي هلال انه من الحكمة عدم الدخول في هذه المعركة الخاسرة و ربما يكون لديه هو و لفيف من النفاذين من اهله مفتاحاً للحل و ايقاف شلالات الدماء التي نالت من ابنائهم ما نالت و بناءاً علي ذلك ربما يتم الاطاحة بدقلو اخوان و الدخول في تفاوض مباشر مع القوات المسلحه يحفظ مكانة و رمزية القوات المسلحة و يحفظ حقوق الشعب السوداني الذي دفع فاتورة هذه الحرب قتلاً و نهباً و تنكيلاً و تشريداً

لنري ماذا سيحدث في قادم المواعيد سائلين المولي عز و جل أن يقدر لنا و لبلادنا الخير

و لنا عودة

مجذوب هاشم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى