المقالات

د أميرة كمال مصطفى: المرأة السودانية في الحرب.. صمود يتحدى المستحيل

متابعات -تسامح نيوز

د أميرة كمال مصطفى: المرأة السودانية في الحرب.. صمود يتحدى المستحيل

د. أميرة كمال مصطفى

لم تكن الحرب في السودان مجرد صراع على السلطة أو النفوذ، بل كانت اختباراً قاسياً لصلابة المجتمع السوداني بكل مكوناته، وفي طليعتهم المرأة السودانية، التي أثبتت، كما في كل محنة، أنها عماد الصبر، وركيزة النضال، ونبض الوطن الذي لا يخبو.

في الخرطوم، الجزيرة، كردفان، دارفور، وسائر ولايات السودان، كانت المرأة في قلب المأساة، لا كشاهد ضعيف، بل كمقاتلة بالصبر، ومشاركة بالفعل، وراعية للأمل. لم تترك الحرب لها خياراً سوى أن تكون الأم التي تُطعم أطفالها في النزوح، والممرضة التي تداوي الجراح في غياب الدواء، والمعلمة التي تحرس العلم من الضياع وسط الركام.

د أميرة كمال مصطفى: المرأة السودانية في الحرب.. صمود يتحدى المستحيل

دعمت القوات المسلحة السودانية بروحها وصلابتها، لم تحمل السلاح فقط ، ولكنها حملت عبء الحياة في خنادق النزوح والمخيمات، صامدة في وجه الجوع والخوف والموت. كانت خط الدفاع الأول عن الكرامة السودانية، تواجه الرعب، تغزل من الألم أملاً، ومن الدمار وطناً جديداً.

وفي اللجوء، كانت المرأة السودانية سفيرة للصمود، تحولت إلى صوت يحكي للعالم عن المعاناة، ويبث قضيته في المحافل والمنصات. لم تنكسر رغم المسافات، ولم تستسلم رغم القهر. في كل دوله وفي كل مكان، كانت فيه تُربي، وتُعالج، وتُعلّم، وتحمي. كانت الوطن حين تخلّى الكثير عن الوطن. واصبحوا عملاء ومأجورين

في دارفور، كردفان، والجزيرة، ظلّت المرأة تحمي الأرض والعِرض، تجابه الموت بصلابة، وتُقاوم بطريقتها: بالكلمة، بالأغنية، بالدمعة التي لا تسقط إلا لترفد مجرى الحياة. لم تنتظر عدسات الإعلام كي توثق بطولاتها، فبطولاتها محفورة في وجدان من عاشوا مأساتها ورأوا صمودها.

ليست الحرب هي التي صنعت المرأة السودانية، بل هي التي كشفت عن حقيقتها العميقة: قوية، شجاعة، حاضرة حيث يُصنع المجد ويُسطر التاريخ. من رحم الألم، خرجت بألف حكاية عن التضحية والوفاء، عن النبل الذي لا يُشترى، وعن وطنية لا تُقاس بالشعارات بل تُوزن بالأفعال.

د أميرة كمال مصطفى: المرأة السودانية في الحرب.. صمود يتحدى المستحيل
تسامح نيوز-موقع اخباري سوداني

ستكتب الأجيال القادمة أن النصر وُلد من صبر النساء، وأن الوطن ظلّ حياً لأن نساءه لم يستسلمن للخراب. كانت المرأة السودانية في الحرب، كما كانت دوماً في السلام: روح السودان التي لا تموت. ودمتم دوما بخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى