تقارير

مشاركة السودان في مؤتمر إنطاكيا: استعادة الدبلوماسية ومكاسب أخرى!

خاص : تسامح نيوز

مشاركة السودان في مؤتمر إنطاكيا: استعادة الدبلوماسية ومكاسب أخرى!

محلل سياسي : توقع تعزيز لقاءات هامش القمة دور تركيا كوسيط إقليمي في الازمة السودانية

كاتب صحفي:اهمية المؤتمر تكمن في شعار استعادة الدبلوماسية

تقرير:أحمدقاسم

خلال مشاركته في منتدى انطاكيا الدولي اجرى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان عددا من اللقاءات مع رؤساء الدول على هامش القمة ، واعتبر مراقبون إن تلك اللقاءات من المحتمل ان تكون قد ناقشت قضايا ذات اهمية كما أنها جاءت في سياق بحث السودان الدائم عن داعمين سياسين لمواقفه السيادية كما انها تمثل فرصة سياسية لكسر حاجز العزلة المفروضة عليه نظرا لظروف الحرب التي يواجهها.

ويعتبر منتدى انطاكيا الدولي مؤتمراً سنويا حول الدبلوماسية الدولية يعقد في أنطاليا، تركيا منذ عام 2021. وخلال المنتدى، يتم تبادل الأفكار والآراء حول الدبلوماسية والسياسة والأعمال بين صناع السياسات والدبلوماسيين

في هذا المنتدى،يشارك الدبلوماسيين والخبراء العسكريين والأمنيين من كل الدول لمناقشة القضايا الحالية في الدبلوماسية وسياسات الطاقة.

يهدف المؤتمر إلى معالجة القضايا العالمية الرئيسية الراهنة ومناقشة وتحليل التحديات الحالية والمستقبلية بما يتماشى مع مفهوم الأمن الشبكي. وتتمثل إحدى النقاط المحورية للمؤتمر في المناقشة وتبادل وجهات النظر بشأن تطوير العلاقات عبر الأطلسي وكذلك الأمن الأوروبي والعالمي في القرن الحادي والعشرين.

يتم تنظيم المؤتمر بشكل خاص وبالتالي فهو ليس حدثًا حكوميًا رسميًا. يتم استخدامه حصريًا للمناقشة؛ ولا يوجد ترخيص لاتخاذ قرارات حكومية دولية ملزمة. وعلاوة على ذلك، لا يوجد بيان ختامي مشترك ـ على عكس الأعراف المعتادة. ويستخدم الاجتماع رفيع المستوى أيضًا لإجراء مناقشات خلفية منفصلة بين المشاركين.

مشاركة السودان في مؤتمر إنطاكيا: استعادة الدبلوماسية ومكاسب أخرى!

استعادة الدبلوماسية:

وكان رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان قد شارك في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي بتركيا في نسختة الرابعة، الذي إنطلقت أعماله قبل أيام تحت شعار “استعادة الدبلوماسية في عالم منقسم” بمشاركة عدد من رؤساء وقادة الدول والحكومات، ووزراء الخارجية، وممثلي المنظمات الدولية .

ورحب الرئيس أردوغان في كلمته الافتتاحية، بالوفود المشاركة في المنتدى، مؤكدًا أهمية إنعقاده في ظل التحديات والمتغيرات الحالية التي تواجه العالم، مندداً بالجرائم والانتهاكات التي تتعرض لها بعض الشعوب .

 وناقش المنتدى أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، وسبل تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول، بجانب القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وأهمية استعادة دور المنظمات الدولية والإقليمية في حلّ الأزمات الدولية.

على هامش الملتقى: 

التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، إضافة إلى استعراض مجالات التعاون المشترك على مختلف الأصعدة وسبل تطويرها لما فيه خير الشعبين.

كما تطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في السودان وجهود تحقيق السلام وإعادة البناء والإعمار، ومناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

مشاركة السودان في مؤتمر إنطاكيا: استعادة الدبلوماسية ومكاسب أخرى!

وأعرب رئيس مجلس السيادة، عن تقديره لمواقف تركيا الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، ودعمها المستمر للشعب السوداني، وتقديم المساعدات الإنسانية له إبان الأزمة السودانية.

من جانبه، رحب الرئيس التركي بزيارة رئيس مجلس السيادة، مشيداً بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً عزمه على الدفع بها إلى آفاق أرحب لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وجدد حرص تركيا على مواصلة الدعم للسودان، ودعم كل الجهود التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب الشعب والحكومة السودانية لتجاوز التحديات الراهنة.

وفي سياق متصل ألتقى ايضا رئيس مجلس السيادة على هامش القمة رئيس جمهورية سيراليون ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية ورئيس جمهورية اذربيجان.

وزير الخارجية الروسي:

وزير الخارجية السوداني اجرى بدوره مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي جدد من خلالها شكره لنظيره الروسي على حرصه علي التواصل المستمر معه، مشيراً إلى اللقاء المثمر الذي جمعهما مؤخراً في العاصمة الروسية موسكو.

وقدّم الوزير خلال اللقاء تنويراً مفصلاً حول تطورات الأوضاع في السودان، مستعرضاً الانتصارات الميدانية التي حققتها القوات المسلحة السودانية مؤخراً، وعلى رأسها استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم.

مشاركة السودان في مؤتمر إنطاكيا: استعادة الدبلوماسية ومكاسب أخرى!

وشدد على التزام الحكومة السودانية بإعادة الأمن والاستقرار إلى كل أرجاء البلاد.

وأشاد الوزير بالتطور الإيجابي المضطرد للعلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق المستمر بين بينهما في جميع المجالات. وأشار في هذا السياق إلى الترتيبات الجارية لعقد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، والمزمع انعقادها في مدينة بورتسودان نهاية الشهر الجاري.

أكد وزير الخارجية الروسي من جانبه موقف بلاده الثابت والداعم للسودان، والتزام روسيا بدعم الحكومة السودانية في المحافل الدولية، وخاصة في مجلس الأمن

وأشاد لافروف بمستوى التنسيق القائم بين الجانبين على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.

وفي سياق متصل، أشار الوزير الروسي إلى المنح الدراسية التي تقدمها روسيا للطلاب السودانيين، مبدياً استعداد بلاده للنظر في إمكانية زيادتها مستقبلاً، إذا ما كانت هناك حاجة فعلية لذلك، في إطار دعمها المستمر لبناء القدرات في السودان وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب.

وجدد الوزيران التأكيد على أهمية العلاقات المشتركة بين البلدين، وحرصهما على استمرار التنسيق والتشاور في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

إعادة تموضع سياسي:

وفي سؤالنا للصحفي والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي حول مشاركة رئيس مجلس السيادة السوداني في منتدى أنطاكيا الدولي، واللقاءات التي أجراها على هامش القمة، أوضح شقلاوي أن هذه المشاركة تعكس سعي السودان لإعادة تموضعه على الخارطة السياسية الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد. وأضاف أن اللقاءات الثنائية التي أجراها رئيس المجلس مع عدد من رؤساء الدول تأتي في سياق البحث عن دعم سياسي لمواقف السودان السيادية، وتأمين حاضنة دولية تساند جهود استعادة الدولة لوحدتها واستقرارها.

ولفت شقلاوي إلى أن من بين اللقاءات البارزة، لقاء الرئيس البرهان بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، والذي من المرجّح أنه تناول ملفات إقليمية ذات أهمية، أبرزها المبادرة التركية المحتملة لجمع السودان والإمارات على طاولة حوار مباشر. وتكتسب هذه الخطوة أهميتها في ظل سياسة تركيا المتوازنة تجاه الأزمة السودانية، وسعيها لتعزيز دورها كوسيط إقليمي، خاصة في ظل التحسن النسبي الذي شهدته علاقاتها مع الإمارات مؤخرًا، ما قد يفتح الباب أمام تفاهمات تهدئ من حدة التوترات الإقليمية المرتبطة بالملف السوداني.

وختم شقلاوي بالقول إن هذه اللقاءات تمثل فرصة سياسية لكسر العزلة المفروضة على السودان، وتأكيد حضوره الفاعل في المحافل الدولية، فيما قد تفتح اقتصاديًا آفاقًا للتعاون التنموي والدعم الإنساني، خاصة في ظل الأوضاع المتفاقمة التي خلفتها الحرب، مؤكدًا أن السودان في هذه المرحلة أحوج ما يكون لشراكات تقوم على الاحترام المتبادل لا التدخل في الشؤون الداخلية.”

انقسام العالم:

الكاتب الصحفي على صالح في حديثه لموقع (تسامح نيوز) قال إن عنوان المؤتمر الذي جاء تحت شعار استعادة الدبلوماسية يؤكد اهميته وأهمية القضايا التي سيناقشها كما ان المؤتمر ركز على قضية الانقسام الخطير الذي يعيشه العالم ، مشيراً في حديثه إن اهمية اللقاءات التي اجراها رئيس مجلس السيادة على هامش القمة تكمن في انها ستتناول اهم القضايا في ظل التحديات التي يواجهها السودان في الوقت الراهن.

وشدد على صالح لاهمية حوجة السودان التحالفات دولية جديدة في ظل المؤامرات الإقليمية والدولية التي كانت سببا مباشرا في إطالة أمد الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى