
ضياء الدين بلال: ما حدث مع أنس عمر سيفضح قبح الفاعلين وخبث المحرضين!
لم تكن معرفتي الشخصية بالأخ أنس عمر طويلة بمقياس الزمان، فقد كنت أسمع عنه من بعض الأصدقاء في الجامعة الأهلية منتصف التسعينيات، وتراوحت الآراء حوله بين مادح وقادح، ومعجب ومتعجب!
تعرفت عليه عن قرب عندما أجريت مناظرة صحفية بينه وبين الدكتور زهير عبد الفتاح لصالح مجلة الدستور، وكانت حول مفاصلة الإسلاميين.
لاحقًا، وخلال فترة قصيرة شغل فيها منصب معتمد مدينة المناقل، تعمقت علاقتي به، وتوسعت معرفتي بشخصه.
ثم أصبح واليًا على ولاية شرق دارفور، فتابعت باهتمام مسيرته هناك، وأجريت معه حوارًا ساخنًا في برنامج فوق العادة.

تواصلنا بعد ذلك عبر المكالمات الهاتفية والرسائل، والتقينا في مناسبات عابرة. ناقشنا قضايا عديدة بعمق، واختلفنا أحيانًا، لكن ذلك لم يفسد ودًّا ولا احتراما.
قبل أيام، فوجئت باتصال هاتفي منه، وأدركت أنه لا يزال في منزله بالخرطوم. قلت له: “يا أنس، أنت مستهدف، غادر إلى الجزيرة”، فضحك ضحكته المعهودة، ولم يعلّق.
شهادتي في أنس عمر، من واقع معرفتي وتواصلي وسماعي عنه من أهل الثقة والتجربة، أنه رجل شجاع، فارس، نزيه.
التسجيل الذي ظهر له وهو تحت الأسر – ويرجّح أنه تحت التعذيب – أُريد به، بمكر شيطاني، أن يُغتال رمزيًّا أو تُشوّه صورته، وأنا أستشعر رائحة هذا المكر في بعض من أعرفهم.
لكنها محاولة اغتيال فاشلة، وتشويه خائب، لن تنال من أنس ما أرادوه، بل ستفضح قبح الفاعلين، وخبث المحرّضين، ودناءة الشامتين.
ما حدث مع أنس – وما قد يحدث له، لا قدّر الله – سيفتح للأسف صفحةً صفراء في دفاتر السياسة السودانية، ستكون من أسوأ ما كُتب فيها.
ويُروى أن سيدنا عمر بن الخطاب سأل الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان عن الفتنة القادمة، فقال له:
“يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا.”
قال له عمر: “ويحك! أيُفتح الباب أم يُكسر؟”
قال حذيفة: “بل يُكسر.”
فقال عمر: “إذن لا يُغلق أبدًا.
ضياء الدين بلال
إعادة نشر في الذكرى الثانية لاختطافه من قبل المليشيا.