بكري المدني يكتب : قحت و(السلبطة)في السلطة!

الطريق الثالث
في 11ابريل 2019 وما بعده تقدمت قوى الحرية والتغيير لمفاوضة المجلس العسكري الأول والثاني لأجل تشكيل السلطة الإنتقالية وان كان قادة القوات النظامية قد منحوا أنفسهم حق تصدر السلطة من واقع قيادتهم للقوات النظامية ومسؤوليتهم في مثل تلك الظروف عن حفظ الأمن فلا أحد يعلم من أعطى قوى الحرية والتغيير حق التفاوض والمشاركة في التشكيل الحكومي القادم والقائم !
قادة المجلس العسكري الواقع تحت ضغط ثوري رهيب وقتها خاصة بعد ان نجح الثوار في إسقاط غالبية عضويته بعد اقل من يومين تعامل مع أول من طرق بابه من المدنيين ومضى لتشكيل الحكومة معهم وبهم في نسختها الأولى والثانية!
الواقع انه حتى داخل قوى الحرية والتغيير فإن قوى سياسية محددة تصدرت المشهد وهي للمفارقة من الأحزاب الصغيرة والتى نالت بالأصوات العالية من السلطة ما لم يمكن ان تناله في ظروف طبيعية!
لضيق قاعدة الأحزاب السياسية التى سيطرت على المشهد فإنها دفعت لمجالس الحكومة والإدارات العليا للمؤسسات العامة مجموعة من النشطاء و (الفرد)الذين احدثوا خرابا بالبلاد قد يحتاج سنين طويلة لمعالجته
كان الكل خائف – ولا يزال البعض خائف – فكل من يرفع يده او يستفهم بعينيه فهو في عرف المجموعة الصغيرة المتنفذة (كوز)ومن بقايا النظام السابق!
المكون العسكري في السلطة نفسه كان – ولا يزال بعضه – واقع تحت رهبة المجموعة الصغيرة من قوى الحرية والتغيير وما تصور انها حشود لها على مواقع التواصل الإجتماعي وليس على أرض الواقع!
لم تخف غلواء السلطة والتسلط إلا بخروج الحزب الشيوعي المعلن للمعارضة تتبعه مقدرته الإعلامية الكبيرة على إرهاب الآخرين
بعض قوى الحرية والتغيير الكبيرة اليوم وبعض الأجسام الثورية اجتمعت واستجمعت بعض من شجاعتها وأعلنت ان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير لم يعد يمثل الحاضنة السياسية للحكومة وتنادت إلى ذلك لتغيير المكون المدنى في المجلس السيادي وتشكيل المجلس التشريعي
المتنادون الجدد لإعادة تشكيل السلطة وإكمال مجالسها لم يسألوا أنفسهم السؤال المهم ان كانوا لا يروون للآخرين حق في السلطة الحالية فمن منحهم هم أنفسهم حق الحل والتشكيل وإعادة التشكيل ؟!
ان الواقع كما قال السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول حميدتى مجرد (سلبطة ساي في السلطة) ولا أحد مفوض من الشعب اليوم لا مدنيين ولا عسكريين والحديث ان هذه الحكومة او الفترة انتقالية ديمقراطية ضحك على (الأشناب )والدقون !
كان ولا يزال المثال والصحيح هو تشكيل حكومة تصريف اعمال من قادة القوات النظامية ومجموعة مصغرة من (التكنوقراط) مهمتها الأساسية الإعداد لإنتخابات يتحمل بعدها منتخبون من الشعب مسؤولية إدارة البلاد وما ينتج عنهم من مواقف وقرارات
اي شيء غير التشكيل الشعبي المنتخب سيجعل السلطة والبلاد تدور داخل دائرة مفرغة يتقاذف من بداخلها الاتهامات من دون ان تتحمل جهة منتخبة محددة مسؤولية ما جرى وما يجري
الأفضل تقصير الفترة الإنتقالية والانتقال إلى انتخابات عامة يحتفظ خلالها بحصص الحركات المسلحة في السلطة بإعتبار ان غالب مواقع قواعدها غير مستقرة و غير جاهزة للتصويت مع عودة القوات النظامية لمهامها الأساسية في حفظ البلاد