أخبار

مركز التكامل السوداني المصري يشهد “صناعة مستقبل السودان بعد الحرب “

متابعات | تسامح نيوز

مركز التكامل السوداني المصري يشهد “صناعة مستقبل السودان بعد الحرب “

في أمسية علمية احتفائية احتفت بالكلمة والفكر، وعانقت الأمل بمستقبل السودان الزاهر، شهدت العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم السبت 28 يونيو 2025م، تدشين كتاب “صناعة مستقبل السودان بعد الحرب”، لمؤلفه شاعر الدبلوماسية السفير سليمان عبدالتواب، وتقديم بروفيسور محمد حسين ابوصالح، لم تكن هذه الأمسية مجرد احتفالية بكتاب،

مركز التكامل السوداني المصري يشهد "صناعة مستقبل السودان بعد الحرب "

بل كانت ملتقى للعقول النيرة، ونافذة على آفاق الغد المشرق، نظمها ببراعة واقتدار مركز التكامل السوداني المصري، برئاسة الدكتور عادل عبدالعزيز، وشرفت بحضور كوكبة من قادة المجتمع المدني، خبراء الفكر، وأهل القلم من البلدين السودان ومصر، يتقدمهم سعادة الدكتور عاصم حسن، المستشار الثقافي بسفارة جمهورية السودان بمصر.

مركز التكامل السوداني المصري يشهد "صناعة مستقبل السودان بعد الحرب "

في لفتة تعكس الإيمان الراسخ بقوة الكلمة في أزمنة الشدة، لفت انتباه الحضور حرص الدكتور عاصم حسن على المشاركة في هذا المحفل الثقافي الهام، ورغم انشغاله الشديد بالتحضيرات النهائية لامتحانات الشهادة السودانية بمركز القاهرة، التي تنطلق الاحد 29 يونيو، أصر الدكتور حسن على دعم هذه المبادرة الفكرية،

مشيداً باهتمام الكتاب والمركز بالتوثيق والكتابة في ظل ظروف الحرب، مؤكداً بقوله: “كل منا يسهم بجانبه، فالكلمة والقلم هما السلاح الأمضى في معركة بناء الأجيال والحفاظ على الهوية”، كلماته كانت بمثابة بصيص أمل، تؤكد أن معركة التعليم والثقافة لا تتوقف، بل تتضاعف أهميتها في وجه التحديات.

افتتح حفل التدشين الذي تزينت قاعته بوجوه لعلماء وسياسيين وخبراء في مجالات شتى، بكلمة ترحيبية دافئة من الدكتور عادل عبدالعزيز الفكي، رئيس مجلس إدارة مركز التكامل السوداني المصري، مرحباً بالحضور، و مؤكداً على اهتمام المركز البالغ بالثقافة والتوثيق والنهضة والتنمية في السودان ما بعد الحرب، واشار الفكي على المبادرات التي قام به المركز في سبيل ذلك من أجل إعادة الإعمار ما بعد الحرب.

مركز التكامل السوداني المصري يشهد "صناعة مستقبل السودان بعد الحرب "

لم تقتصر الأمسية على الجانب الأكاديمي، بل شهدت حضوراً إعلامياً مميزاً عكس عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، فمن الشقيقة مصر، حضرت الصحافية اللامعة أسماء الحسيني، والإعلامي القدير نبيل نجم، إلى جانب نخبة من الإعلاميين السودانيين، ليضفوا على الأمسية بعداً إعلامياً يسهم في إيصال رسالة الكتاب إلى أوسع شريحة ممكنة، وقد شرف الأمسية أحد المشاركين بارزين في الكتابة منهم الدكتور عبدالرحمن الخضر، والي ولاية الخرطوم الأسبق، مما أثرى المحتوى بجوانب متعددة من الفكر والتجربة.

 

أثرى الأمسية البروفيسور علي محجوب عطاء المنان، الذي قدم قراءة موجزة ومكثفة من الكتاب، تميزت بسرد رائع وممتع، ألقى الضوء على أبرز محاور العمل ورؤاه المستقبلية، ثم توالت المداخلات من الحضور، التي عكست رؤى متباينة ولكنها تصب جميعاً في بوتقة واحدة: إعمار السودان بعد الحرب، أشاد الحضور بالإجماع بالكتاب الذي وصفوه بالمرجع الهام، وبالسفير عبدالتواب الذي يعد “مفكراً وأديباً وشاعراً بحق”، الذي اصدر ديوان شعر عام 2018 بعنوان “منا الرجاء ومنك الرحيق”، والذي يمدح فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، مما يكشف عن جانب إبداعي آخر في شخصية المؤلف.

 

قدم المتحدثين توصيات من أجل بناء سودان الذي نريد، واوصوا لإجراء إحصاء شامل وكامل في البلاد من أجل وضع خطة استراتيجية للبناء والتنمية، وثمّن المتحدثين رؤية الدكتور كامل ادريس، رئيس الوزراء الجديد في السودان، لحكومته التي وصفها بـ “حكومة الأمل”، كما اشاد المداخلات على قرار مجلس الوزراء لتخفيف العبء التنموي على المواطن، ومكافحة الفقر عبر وضع خطط استراتيجية واضحة، وترسيخ العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، وإعلاء دولة المواطنة.

من جانبه أكد الدكتور محمد صلاح، ممثل المؤسسة العربية المتحدة للنشر والتوزيع، التي تولت طباعة ونشر هذا العمل الهام، أن تدشين “صناعة مستقبل السودان” يمثل خطوة نوعية نحو تعزيز الحوار الفكري حول مستقبل السودان، وشدد الدكتور صلاح على أن الفكر والأدب يشكلان ركيزة أساسية في بناء الأمم، مؤكداً أن “الأمل يولد من رحم التحديات، وكتاب اليوم هو نبراس يضيء دروب الغد”.

واختتم حفل التدشين المؤلف السفير سليمان عبدالتواب، بكلمة جامعة أوضح فيها الهدف الأسمى من كتابه، الذي يمثل دعوة للم الشمل وتجاوز محنة البكاء على الأطلال والدمار، والانطلاق نحو البناء والإعمار، وأشار إلى أن الكتاب يمثل مشروعاً قومياً ينبع من وعي جماعي، ويستند إلى خلاصة تجارب العالم القديم والحديث في التعامل مع تبعات الحروب، مؤكداً أن الكتاب شارك فيه 36 من المفكرين والخبراء الوطنيين، وهو ما يجعله إضافة نوعية تسهم في بناء سودان مستقر و مزدهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى