تحقيقات وتقارير

حجب معلومات التفاوض مع الحلو.. اكثر من سؤال؟

تشير المعلومات الواردة من جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان الي اقتراب عبد العزيز الحلو توقيع اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية بجوبا على خلفية الاتفاق الإطاري الموقع مع البرهان .

وأثار التكتم الشديد على تفاصيل ما يدور داخل غرف التفاوض المغلقة بين وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو وتحت رعاية الوساطة الجنوبية، رفض واسع من مكونات الشعب السوداني لحرمانهم من حقهم في معرفة معلومات أساسية تتصل بقضايا مصيرية تخص الشعب يتطلب حسمها تفويضا شعبيا عبر انتخابات او استفتاء شعبي.
وقد أثار موضوع مطالبة الحلو بتبديل العطلة من يوم الجمعة الي يوم الأربعاء ردود فعل عنيفة لدى المجتمع السوداني ،قام على إثر ذلك خالد سلك الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة بحجب تفاصيل التفاوض والاكتفاء بموجز صحفي يخلو من تفاصيل ماتم التفاوض حوله وما اتفق عليه الطرفان سوى حديثه ان المفاوضات تسير بصورة طيبة وسنصل الي اتفاق.
وقد أثار حجب تفاصيل التفاوض وحجب مايجري في غرف التفاوض بين وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو حفيظة الشارع السوداني عامة وعزز من مخاوفه بأن هناك شيئا ما يراد اخفاؤه عن الشعب السوداني وهناك اتهام لأطراف التفاوض باخفاء معلومات مهمة عن الشعب وهذا ما يعد انحراف في النهج المتبع وبالتالي يعد هذا النهج مخالفا لمنهجية التفاوض التي توصلت الي اتفاق سلام جوبا مع حركات الكفاح المسلح.
يطرح المراقبون أسئلة عن سر إخفاء
ويوضح الخبراء ان الحلو ليس موضوعيا ولا يفاوض في اي شيئ يفيد الشعب السوداني، بل هو يماطل ويعمل على اضاعة الوقت الثمين للبلاد لاستمرار حالة عدم السلام والاستقرار باسباب واهمية.
وتمسك حزب الغد الديمقراطي بمنهج الشفافية لتوضيح حقيقية التفاوض مع الحلو لجمهور الشعب السوداني. وقال الدكتور نورين عبد القفا رئيس الحزب في تصريح صحفي، التفاوض بين الحكومة والحلو مرحب به للوصول إلى سلام وإنهاء الحرب.
واكد أن حزب الغد الديمقراطي يقف مع أي خطوة تقود إلى السلام، مؤكدا على أهمية الشفافية في تحقيق السلام مهمة هي الأخري.
وقال إن من حق الشعب السوداني ان يتمتع بحرية الحصول على المعلومات المتصلة بمستقبله وأمنه واستقراره وعلاقاته مع الآخرين وبالتالي فإن حجب المعلومات يتعارض مع حق المواطن في الحصول على المعلومات وهو انتهاك واضح لحق الأنسان في المعرفة والمعلومات الضرورية المتعلقة بامنه وسلامته .
ويري الكاتب الصحفي محمد لطيف ان الحركة الشعبية تراجعت عن مبدأ الشفافية الذي تحدث عنه للصحفيين بالخرطوم محمد يوسف أحمد المصطفى حيث أكد ان المفاوضات ستكون مفتوحة للرأي العام، الا انها بعد بدء التفاوض بدأت تتحدث عن اتهامات للطرف الحكومي بتسريب ورقتها للرأي العام، ويقول ليته تم قبل تسليمها للوساطة اذا كان ماتحتويه الورقة يخاطب شواغل الرأي العام أو ان كان بعض قادتها يفترضون سوء النية في الوفد الحكومي المفاوض واتهامه بتسريب الورقة مع اعتقادهم بأن ما يخرج للرأي العام يشكل رأي عام مضاد لهم.
و يتساءل مراقبون لمصلحة من يتم إخفاء معلومات التفاوض عن المواطنين وأصحاب المصلحة الحقيقيون.
ويذهب المفكر الدكتور عبد الله علي ابراهيم إلى أن مفاوضي الحركة الشعبية الشماليان محمد يوسف أحمد المصطفى ومحمد جلال هاشم يدركان أن جغرافيتهم بسبب أفكارهم قد رفضتهم وهم بالتالي يمارسون انتهازية للوصول إلى أهدافهم عبر منفستو اليسار داخل الحركة الشعبية شمال وعلى جغرافية النوبة وعموم اهل جنوب كردفان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى