المقالات

بكري المدني يكتب : كلام حميدتى – الإطاحة بالبشير (3)

الطريق الثالث

تحدث الفريق اول حميدتى فيما تحدث مؤخرا بحرقة عن دوره في الإطاحة بالرئيس السابق المشير عمر البشير وواضح أن الرجل مثل البعض يحس بشيء من الخذلان نتيجة عدم تقدير هذا الدور

بداية دعونا نسلم بحقيقة دور حميدتى في التغيير الذي تم دون تقليل من هذا الدور ولو ان الرجل بحكم دوره في النظام السابق والذي كان أحد أركان قوته ولعلاقته الخاصة بالبشير -لو ان حميدتي وفق ذلك الحال كان قد رفض فقط تأييد الثورة لخلط كثير من الأوراق ولكنه حقيقة أيد التغيير وشارك في فصله الأخير بقواته التى قلب نزولها الميدان لصالح الثورة الميزان وقلب البشير غض النظر عن تطابق روايته عن اللحظات الأخيرة من عدمها فالمهم هو ان لحميدتى ولشقيقه ولقوات الدعم دور في التغيير ودور كبير حقيقة فهم وغيرهم مثل لاعب انتهت إليه الكرة في خط 6 واودعها الشباك ولكن ذلك يؤكد أيضا ان هناك آخرون قادوا الكرة من بعيد حتى انتهت إليهم وهم ثوار الشعب السوداني الذين قدموا تضحيات جسيمة لذلك

ان ما يشعر به القائد حميدتى وآخرون من عدم تقدير لدورهم في التغيير يعود بالأساس لقراءتهم الخاطئة لأهداف الأجسام السياسية التى ساقت الثورة مثلهم في مرحلتها الأخيرة وأعني التنظيمات اليسارية تحديدا ولقد كان حميدتى وغيره من القيادات العسكرية والأمنية للنظام السابق تحسب انها ستجد التقدير لأجل ما قامت به من إقالة للبشير وإنهاء حكمه وتجد فوق ذلك المقبولية والترحيب ولكن القوى اليسارية التى سيطرت على المشهد الأخير كان لها رأي آخر وكان ذلك الرأي كما هو معروف رفض كل من كانت له علاقة بالنظام السابق بمن في ذلك من شارك في التغيير ببندقيته او بالتخطيط او شارك في الثورة مع الآخرين ومن الإسلاميين واليميين بشكل عام تحديدا !

هذا الرأي اليساري تسبب في تنحي الفريق اول بن عوف ومن معه من ضباط المجلس العسكري الأول وتسبب في مغادرة (مهندس)التغيير كله الفريق أول صلاح قوش وكان اليساريون يريدون من حميدتى (الضكران)فقط ان يبقى في موقع الحراسة للتصدي ل(الكيزان)ولكنه لم يبق ومضى للأمام للمشاركة في السلطة وأكثر من ذلك حاول بناء حاضنة سياسية جديدة وصرف على ذلك مال وكلام ولكن !

ولكن الذين رفضوا صغار الموظفين في الدولة ممن لهم علاقة سياسية بالنظام السابق وحلوا لجان الخدمات والنقابات لن يقبلوا رجلا في قامة حميدتي وان قبلوا به سيكون ذلك لهدف معين ووقت محدد وهذا ما فات عليه وعلى غيره حتى (حدث ما حدث)!

قد يقول قائل ان عدم قبول حميدتي والذي قال عنه مستغربا (انا العملت التغيير وعملوني عدو للشعب !)بسبب فض الاعتصام والذي تتهم جهات به قوات الدعم السريع وقيادتها ولكن واقع عدم قبول قيادة المجلس العسكري الأول يدحض هذه الفرضية وكلهم – في تقديري – وعلى رأسهم الفريق اول بن عوف أضعف صلة بالنظام السابق من حميدتي ومع ذلك كانت مغادرتهم للمشهد اضطرارا قبل فض الاعتصام !

القضية إذا ليست قضية مشاركة في الثورة واعتقال البشير وهو يسير لصلاة الفجر او يشاهد مباراة في كرة القدم كما انها ليست قضية مشاركة في فض الاعتصام او عدمها ان قضية من شكل ويشكل رأي الرفض والقبول هي العلاقة بالنظام السابق سواء ان كانت قيادة لقوات عسكرية او وظيفة مدنية وهذه هي الحقيقة التى يجب ان يعلمها القائد حميدتى ويتعامل على أساسها دون صرف كثير من المال او الكلام بلا طائل !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى