المقالات

بكري المدني يكتب : مع أمل – التعدد حق للمرأة قبل الرجل!

الطريق الثالث

نقلت العديد من الصحف الإلكترونية (امس) منشورا منسوب للزميلة الأستاذة أمل هباني أشعلت به المواقع والمجالس بجرأة على الثوابت لا تأتي بها الا أمل !

مختصر المنشور المعني ان على المرأة الزوجة ان تستعين بصديق يوم ذهاب زوجها الى زوجته الأخرى وترى أمل هباني في ذلك معادل موضوعي لإختلال الحقوق بين المرأة والرجل حسب نصوص الدين وأعراف المجتمع

في البدء علينا الإقرار بالدور الكبير الذي قامت وتقوم به الأستاذة أمل هباني لأجل بنات جنسها في السودان حتى عندما اضطرتها ظروف الحياة والناس للهجرة الى (اقاصي الدنيا )

بدأ لي ظاهر المنشور رد فعل و قول للوضع الذي تعيشه المرأة في السودان وهو وضع به اختلال كبير لجهل الناس بدلالات نصوص الدين و لإعتمادهم على أعراف ذات جذور جاهلية

أكبر الذين ثاروا على جهل الناس بدلالات النصوص والأعراف الجاهلية هو الراحل الدكتور حسن الترابي رحمه الله والذي وصل حد إسقاط شرط الولي في الزواج ورفض صيغة العقد القائمة على شرط الإجبار !

الأستاذة أمل هباني ارتكبت خطأ عندما أعادت إختلال الحقوق بين المراة والرجل للدين وخطأ ثاني أكبر عندما نادت المرأة بتحقيق العدالة من خلال الاستعانة بصديق والمعنى واضح !

ان الدين (الاسلام)الذي أباح التعدد لم يجعله مطلوقا وإنما قيده بشرطي العدل والمقدرة

عدم المقدرة على الزواج بأكثر من واحدة وعدم العدل بين الزوجات يسقط حق التعدد في الزواج بأكثر من واحدة وهذا يكشف ان الأصل في الزواج واحدة ويمكن للأستاذة أمل هباني ههنا مراجعة ما كتب الأستاذ محمود محمد طه وغيره في هذا الشأن وكلها أفكار مستخلصة من الدين والذي هو عند الله الإسلام!

السؤال الأهم في ذلك هو لماذا التعدد من أصله ؟ أي لماذا أباح الدين حق التعدد وان كان مشروطا للرجل ولم يمنح المرأة هذا الحق ولو بشروط أيضا ؟!

لحكمة يعلمها الخالق في الطبيعة فإن عدد الإناث أكبر دائما من عدد الذكور بين الناس والحيوانات وحتى النبات ولإقامة العدل بين هذا العدد المتفاوت بين نسبته بين الاناث والذكور اباح الإسلام التعدد تحت مظلة الحياة الشرعية

ان الأستاذة أمل هباني والتى تندفع في الدفاع عما تراه حق لبعض النساء تغفل حقوق أخريات وهي تواجه عدوا مفترضا هو الرجل !

نسب للزميلة أمل ان على الزوجة اللجوء للاستعانة بصديق عند ذهاب الزوج الى زوجته الأخرى وهي بذلك تسقط حق الزوجة الأولى والأخرى فى الحصول على حياة شرعية وقانونية ومحترمة ومقدسة

بمنطق الأستاذة أمل هباني وان افترضنا انها تدافع عن حقوق كل النساء فإن على الزوجة الثانية أيضا ان تلجأ لصديق عندما يذهب الزوج لزوجته الأولى وذلك ما يجعل الأولى والثانية والثالثة والرابعة وكل النساء مجرد مواعين لمتعة الرجل ما بين الزواج والصداقة فهل هذا عين ما تريده أمل للنساء ؟!

ان التعدد في الدين حق للنساء قبل الرجال وذلك باعتبار أنهن الأكثرية ومن حق اي امرأة منهن الحصول على حياة زوجية مشاركة فيما بينهن في الرجال الذكور نسبة لقلة الأخيرين !

ان التشريع بالتعدد المشروط جاء لحفظ حق المرأة في الزواج وهو حقها على الرجل وحقها عند المرأة او النساء الأخريات ويجب أن ينصب الدفاع هنا لأخذ هذا الحق بالتوعية والتراضي

ان للأستاذة أمل هباني تجارب ثرة في الحياة وخبرات كبيرة وهي مثقفة ومستنيرة من الدرجة الأولى تحتاج للتروي فقط عند إطلاق بعض الأحكام وبعيدا عن الإنفعال وذلك لأن كثر يأخذون بقولها وتقريرها بحسبان ما هي عليه من معرفة وتضحيات في الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى