المقالات

مصطفى ابوالعزائم يكتب : مأساة مزارع غرب أم درمان .. !

بُعْدٌ .. و .. مسَافَة

تلقيت رسالة وفيديو مصوّر من أحد الأصدقاء ، وهو من أصحاب المزارع في غرب أم درمان ؛ وعندما شاهدت الفيديو ، وقرأت الرسالة ، لم أستطع سوى قول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) فالذي شاهدته أمر محزن ومؤسف في ذات الوقت ، شاهدت مئات الفراخ النافقة ، على ظهر ( دفّار ) دفعةً أولى ،بينما عشرات المئات من الفراخ النافقة في مزرعة واحدة تنتظر أن يتم حملها بعيداً عن المزرعة .
هذه المزرعة هي واحدة من ضمن ستمائة مزرعة في غرب أم درمان ، تضمها جميعاً جمعية تعاونية تحمل إسم ( منتجون التعاونية متعددة الأغراض لملاك المشاريع غرب أم درمان ) .
المأساة التي واجهت أصحاب مزارع الدواجن ، وأصحاب المزارع الأخرى ، من زراعية أو خاصة بتربية الحيوانات أو المزارع المختلطة ، كانت ولا زالت وسوف تستمر بسبب إنقطاع التيار الكهربائي في تلك المنطقة ، والذي إستمر في فترة ما إلى نحو خمسة أيام ، حسب إفادات أصحاب هذه المزارع .
أما المزرعة المنكوبة التي وصلتني الرسالة حولها مقترنة بالفيديو المصور ، فهي بالقرب من المرخيات ، ويعاني صاحب المزرعة والعاملون فيها ، من الإنقطاع المستمر والمتكرر للتيار الكهربائي ؛ وقد تحوط كثيرون من أصحاب تلك المزارع بأن إستجلبوا مولدات كهربائية ، لكن هذه المولدات لا تتحمل التشغيل لأيام أو لساعات طويلة تتجاوز العشر ساعات ، فتوقف أكثرها ، وهناك مشكلة تواجه أصحاب هذه المزارع في صيانة المولدات وارتفاع تكلفتها ، هذا غير إرتفاع تكلفة تشغيلها ، إن عاودت العمل ، بسبب أسعار الوقود من جازولين وبنزين .
من المفارقات أنني كنت أتابع صباح ذات اليوم تصريحاً للسيد وزير الإستثمار السيّد الهادي محمد ، يقول فيها إن أولويات الحكومة في الفترة الحالية ، هي الكهرباء والطاقة ، وقال إن هناك محطات جديدة للكهرباء من الطاقة الشمسية ، وطاقة الرياح ستدخل الخدمة ، وستعمل على تقليل قطوعات الكهرباء خلال الفترة المقبلة ، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الحكومة تركّز على إنجاح الموسم الزراعي هذا العام ، والعمل على منع أية أضرار تقع على المزارع بسبب زيادة تكلفة الإنتاج .
ومع ذلك نجد أن واحدة من مناطق الإنتاج الحقيقية تعاني هذه المعاناة وهي تحت سمع وبصر الحكومة ، على مرمى حجر من رئاسة مجلس الوزراء .
يقول لي الأمين العام لجمعية ( منتجون التعاونية متعددة الأغراض لملاك المشاريع غرب أم درمان ) الأستاذ طارق عبيد الله ، أنهم في الجمعية يتابعون أمر هذا التدهور المريع في الإمداد الكهربائي ، مع إدارة الكهرباء بالمنطقة ، وإنهم يتابعون مع الإدارة مشاكل القطوعات والصيانة ، حتى من قبل فصل الخريف ، تحسباً لأي طارئ ، وما يمكن أن يعترض أعمال الصيانة من مشاكل مثل تأثر الخط الهوائي بشدة الرياح والأمطار ، ووعورة الطرق في مثل هذه الأوقات ، وقد تم الإجتماع بين إدارة كهرباء المنطقة وبين نفر كريم من أصحاب المشاريع أكثر من مرة ، وتم إبلاغ المسؤولين هناك بعدم فاعلية مكتب طوارئ الهدى والعاملين به ، وهو مخصص أصلا لحل مشاكل مزارع المنطقة ، ورغم الإبلاغ أكثر من مرة ، لم يتم تغيير الطاقم العامل بالمكتب .
أصحاب المزارع ومن خلال جمعيتهم التعاونية ، تحرك مندوبون عنهم مع أفراد مكتب الهدى من الفنيين للوقوف على مشاكل الخط الناقل للكهرباء ، وتم تحديد 54 مشكلة بالخط ، ولم تُعالجْ حتى الآن ، وقد نقلت غرفة التحكّم للعاملين في ذلك المكتب إن خط المزارع غير مقروء لديها ، وقد تم الإتصال بغرفة التحكّم وتم التأكد من صحة المعلومات ، وقالوا إنه لابد من تركيب جهاز معيّن … وبالفعل تحرك ممثل الجمعية التعاونية يوم الأحد الماضي ، وقابل مدير كهرباء أم درمان ، الذي إتصل بالجهات المختصة وقال إنه سيعالج الأمر ، وهذا لم يحدث حتى الآن ، ولازالت القطوعات مستمرة وعند الإتصال بقسم الشكاوي يجيئ الرد البارد بلا انفعال : ( خلاص جايين عليكم ) ..وهذا هو ما لا يحدث أبدا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى