تحقيقات وتقارير

الإنقلابات .. دقلو يشخص المرض والغرب يكتفي بالإدانة

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتيرش، محاولة الانقلاب في الخرطوم التي وقعت يوم أمس. وقال في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إن أي جهد لتقويض الانتقال السياسي في السودان سيعرض للخطر التقدم الذي تم إحرازه بشق الأنفس على الجبهتين السياسية والاقتصادية. ودعا الأمين العام جميع الأطراف إلى مواصلة الالتزام بالعملية الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في مستقبل شامل وسلمي ومستقر وديمقراطي. وأكد أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب حكومة السودان وشعبه في هذا المسعى.

وإكتفت العديد من الجهات التي تعهدت بدعم وحماية السودان المحاولة الإنقلابية الفاشلة لكنها لم تتطرق إلى الأسباب الحقيقية التي جعلت السودان عرضة لمحاولات متكررة للإنقلاب على الفترة الإنتقالية. وقال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في خطاب بوادي سيدنا أن من حق المواطن أن يسأل عن أسباب هذه الانقلابات المتكررة ، ونقولها بشكل واضح وصريح السبب هم السياسيين الذين أعطوا الفرصة لقيام الانقلابات لانهم أهملوا المواطن ومعاشه وخدماته الأساسية وإنشغلوا بالصراع على الكراسي وتقسيم المناصب مما خلق حالة من عدم الرضاء وسط المواطنين . وأضاف دقلو أن المواطن الغلبان يعاني يومياً من أجل توفير الطعام والدواء والخبز ومياه الشرب النظيفة والمواصلات دون جدوى ، وبعض المواطنين هاجروا إلى بلدان أخرى، وبعضهم أجبرته ظروف الحياة لبيع ممتلكاته حتى أن بعضهم باع انبوبة الغاز من أجل توفير ضروريات الحياة، كل هذا والمواطن صابر يقول (بكرة – غدا ) سيكون أفضل.

ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن ما يحدث من تململ وتراجع في السودان جزء كبير منه بسبب عدم إيفاء الشركاء الدوليين بتعهداتهم فصارت الأوضاع في السودان قابلة للإنفجار في أية لحظة. فالمواطن تحاصره أوضاع إقتصادية ضاغطة وسط تشاكس مستمر بين شركاء الفترة الإنتقالية مدنيين وعسكريين وحركات لا زالت ترفض التوقيع على إتفاق سلام. وتساءل الخبراء هل أوفى المجتمع الدولي بإلتزاماته تجاه السودان؟ هل بالفعل ساعد الحكومة الإنتقالية على الإنتقال الديمقراطي وصولاً للإنتخابات؟ هل قدم الدعم الإقتصادي المطلوب لبلد تهزه الأزمات بصورة يومية؟.

وأضاف الخبراء أن القلق وحده لا يفيد والشجب والإدانة لا تطعم جائع ولا تنهي الخلافات وإن كان المجتمع الدولي صادقاً بدعم الحكومة الإنتقالية في السودان حتى يتحقق التحول الديمقراطي عليه الإيفاء بإلتزاماته التي ملأ بها وسائل الإعلام فأسلوب التخدير لا يجدي في مثل حالة السودان الذي تتقاذفه أمواج المطامع وحصار الإقتصاد الذي لم يترك له خياراً آخر سوى القبول بأي مخرج ينقذه من خطر الإنزلاق نحو الهوة السحيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى