غير مصنف

تكتيكات عسكرية في التظاهرات السلمية

 

 

كشفت قوات الشرطة في بيان عن مواجهتها لتكتيكات شبه عسكرية خلال تظاهرات 17 يناير مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى وسط المتظاهرين وقوات الشرطة. وأكدت الشرطة مناشدتها لقيادات الحراك للجلوس والتنسيق ولم تجد الدعوة الإستجابة بل قوبل ذلك بعداء مستحكم ومواجهات إتسمت بالعنف المنظم وإستخدام الملتوف وتكتيك أشبه بالعسكري نتج عنه إصابات وقتل وطعن في وضح النهار.

 

وقال البيان أن تجمعات المتظاهرين تمركزت بمنطقة شروني وبري بالخرطوم وشارع المعونة ببحري وشارع الأربعين بأمدرمان وقد تعاملت معها قوات الشرطة بأقل قدر من القوة القانونية خاصة محاولات التعدي علي أقسام الشرطة والقوات بأماكن التجمعات وذلك بإستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وبنهاية اليوم سجلت مضابط الشرطة 7 وفيات لمواطنين جميعها بمحلية الخرطوم وأصيب 50 من منسوبي الشرطة و22 من المواطنين إصابات متفاوتة وتم القبض على 77 متهماً وإتخاذ إجراءات قانونية في مواجهتهم بدوائر الإختصاص بإشراف النيابة.

 

من جانبه أصدر رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قراراً بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأحداث التي وقعت خلال تظاهرات 17 يناير على أن تكون عضويتها من الأجهزة النظامية والنيابة العامة. وحدد القرار للجنة 72 ساعة لرفع إجراءاتها . وكان مجلس الأمن والدفاع قد حث في جلسة طارئة أمس جموع الشعب السوداني على التحلي بالمسؤولية الجماعية تجاه أمن وسلامة البلاد وعدم الإلتفات للشائعات المغرضة تجاه أجهزة الدولة النظامية والأمنية وعزل الإستهداف الممنهج الذي تقوده فئة غير وطنية.

 

بالمقابل صعدت المعارضة من مواجهاتها في الشارع وإستخدمت العنف عبر تنظيماتها المدربة لتشعل الحرائق في السودان. وأعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير العصيان المدني الشامل لمدة يومين وإنتظمت عمليات شرسة لتتريس الشوارع والطرق الرئيسة بالعاصمة المثلثة مما أدى لإشتباكات بين شباب المتاريس والمواطنين الذين تعطلت مصالحهم وبينهم مرضى ومسافرين وطلاب يجلسون لإمتحانات هذه الأيام.

 

وقال خبراء ومحللون سياسيون أن ظهور تنظيمات كتائب حنين وملوك الإشتباكات وغاضبون والألوية الحمراء خلال التظاهرات الأخيرة أخرجها عن السلمية لأن أسماءهم تدل على ضرورة الإشتباك والعنف مع القوات النظامية. وأضاف الخبراء أن هذه التنظيمات تعتبر أجنحة شبه عسكرية لأحزاب وجهات معروفة ومعلومة المقاصد والأهداف. وهي تنظيمات وكتائب تدربت على العنف والإغتيالات والمواجهات. ونبه الخبراء إلى ضرورة التعامل بحكمة وصرامة في آن واحد مع مثل هذه التطورات الخطيرة التي سيقود إستمرارها البلاد إلى مصير مجهول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى