تحقيقات وتقارير

تعقيد الازمة السياسية بالبلاد هل من ايادي خفية

الخرطوم تسامح نيوز

 

يرى كثير من المراقبين ان هنالك من يسعى لتسخين الملعب السياسي بالبلاد ويعمل علي تعقيد الصراع الداخلي وتصعيب الوصول فيه الي حل يتجاوز الصراع بخلق توافق سياسي مرض لجميع الأطراف السودانية! وظهر ذلك في جملة مؤشرات اولها الصراع الداخلي المكتوم في مبادرة “يونيتامس” التي استمرت مشاوراتها حتي الان دون اعلان عن محصلتها النهائية وماتم تناوله بخصوص اعتذارها عن مؤتمرها المعلن ومارشح من ضغوط بارجاء الاعلان عما توصلت اليه من غلة خلال مشاوراتها الماضية!

اضافة لمارشح من خلاف بين “ولد لبات” مبعوث الاتحاد الافريقي ومنهدس الوساطة السابقة وبين البعثة الاممية بالسودان؛ حول اجل الانتخابات المقبلة التي يرى ولد لبات ضرورة اجرائها في مدة لا تتعدى العام! فيما يمكن اعتباره خلافا بين الاتحاد الافريقي والبعثة الاممية حول طرق الحل والمعالجات للازمة السودانية وهو بلاشك مما يؤخر حلها ويزيدها تعقيدا ويطيل من امد الصراع خاصة بعد دخول الايقاد ايضا علي خط الازمة! اضافة لدول “الترويكا” والرباعية ايضا وكلها تداخلات دولية تزيد من تعقيد المشهد السياسي وتضع كثير من العقبات امام الحل السوداني السوداني او تعمل علي تأخيره فضلا عما تلقيه من ظلال وآثار مثل هذه التدخلات الدولية المتعددة التي ربما زادت من تعقيد المشهد بدلا عن المساهمة في انهائه!

كما يرى كثيرون خطورة التصعيد الداخلي المتبادل بين الثوار والسلطة الحاكمة؛ والتصعيد الواضح من لجان المقاومة ضمن حراكها الثوري المتزايد واخيرا من خلال ما طرحوه من “ميثاق الشعب” الذي يراه كثيرون تمترسا في ذات المواقف المتشددة و تكريسا للرفص الشامل حتي لؤلائك الذين شاركو بعد الخامس العشرين من اكتوبر في محاولة جديدة للاقصاء والتصنيف مع تأكيد الاقصاء القديم لكل التيارات التي شاركت نظام المؤتمر الوطني المحلول حتى اقتلاعه! وذلك مما يصعب الحل، لان كثير من مشاكل الانتقال كانت في جانب كبير منها هذه النظرة غير المتسامحة تجاه التيارات الوطنية الاخرى التي شاركت الانقاذ بعد برنامجها للحوار الوطني او بعد توقيع اتفاقات خاصة معها ضمن الحراك السياسي انذاك! في وقت احوج ماتكون فيه البلاد للتوافق السياسي واجراء المصالحات الواسعة بين تياراتها السياسية ومكوناتها الاجتماعية المختلفة من اجل الحفاظ علي عضم البلاد من الانقسام والتفتيت!

فضلا عن الاوضاع الاقتصادية التي وصلت مايشبه الانهيار التام مع ما يمارسه الاتحاد الاوروبي من ضغوط للتاثير علي موقف البلاد من الحرب الاوكرانية الروسية؛ وما تعيشه وما تعيشه البلاد من هشاشة وسيولة امنية كلها مؤشرات تقول بضرورة السعي نحو التوافق للوصول لاجماع علي الحد الادني المشترك بين جميع تيارات البلاد دون اقصاء الا للمؤتمر الوطني المحلول بينما الواقع يقول غير ذلك من خلال مانمضي اليه من مزيد من الانقسام والتشتت! بما يجعلنا نتساءل مشفقين هل نحن مقبلون علي زيادة تعقيد الازمة السياسية؟ والي مزيد من التشاكس والفرقة والانقسام؟ ام نحو التوحد من اجل صيانة الوطن وحمايته من الانزلاق نحو الهاوية؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى