المقالات

د. سلوي حسن صديق تكتب : شيرين التي احببنا

الخرطوم تسامح نيوز

 

حسنا فعل الاخوة في مكتب الجزيرة بالخرطوم استقبالهم حشود المعزين في فقيدة الاعلام العربي شيرين ابو عاقلة حيث وجدت الجموع مايسري عنها فالحزن طاغ عليها وعلي حال بلدنا الجريح السودان..اصبحنا لا نقو علي فعل شئ..حتي البكاء لا نستطيعه..كل يوم نزداد رهقا وبؤسا وترانا خانعين من الذل ننظر لكل شئ من طرف خفي (مبرطمين) مابين خضوع التطبيع وسوء الحال الذي وصل اليه البلد حيث لا وجيع..
من في العالم العربي لم يحزن علي شيرين ويبكيها سرا وجهرا فقد قتلتنا بإلفتها ووجهها الحزين الذي يختزن سرا كما ارض الرباط التي انجبتها كلما تراها عابرا غاشيا اوتتابعها متمهلا تحس انك تسمع صوت فيروز وهي تصدح بذلك الصوت الملائكي. القدس لنا. الارض لنا وحينها لا تملك الا ان تضغط علي سمعك وبصرك طلبا للمزيد…هي ذاك الحزن وذاك النبل المتجدد الذى لم ينحن للعاصفة يوما .فلسطين في قلبها والقدس في دمها ..تختزل في بسمتها الحزينة كل القضية..لحظة ان غطي والد محمد الدرة ابنه قبل ان يغرقه رصاصهم..مثلما تجسد اشلاء الجسد الطاهر للشهيد الشيخ احمد ياسين وهي تتمزق..
عشرات المجلدات لا توفي شيرين حقها وهي تتابع كاميرتها مشهدا مشهدا بتعليقها الصادق وانسانيتها المفرطة ..كم كانت تخيفهم تلك اللحظات وترعبهم ولهذا قصدها الوحش.. لم يشف غليله الا ان ينالها هي.. هي لا غيرها عله يظفر براحة اولحظة استجمام ولكن انّى له- وقد عرفنا حواء فلسطين ولادة نجيبة..فالوحش يقتل ثائرا والارض تنبت الف ثائر..كما عودتنا..فهنيئا لشيرين هذا الاختبار لتكون واسطة عقد شهداء القضية امرأة بحجم العطاء وزهرة برائحة البارود.
كثيرون يتابعون الاعلاميين عبر مختلف الوسائط دون ان ينتبهوا لكبد المهنة ومشقة الحصول والمتابعة ظنا منهم ان تدفق المعلومات حق تكفله الحياة بلا مقابل ولكن تستفيقهم مثل هذه الضربات الموجعة فينتبهون وهم حسرى انهم قصروا في حق هؤلاء الجنود العزل رسل السلام وميراث الانبياء في قول الحق وتثبيته كما شيرين ابوعاقلة التي عاشت الظلم و رأت ظلامه… عاشته في غزة في مخيماتها في صغارها الذين حرموا من الماء والدواء وكل ما يمت للحياة بصلة..عاشته وهي تشهد اطفالا يزودون عن حقهم بحجارة. والعالم الحر يتفرج ..لو كان الامر كما ينبغي لكرمت شيرين في كل بيت عربي وهي حية ولتوسل لها المارة لجمع توقيعاتها كما يفعلون مع نجوم الغناء والطرب ولكنها الصورة المقلوبة والآلة الاعلامية المزورة لإرادة الشعوب والعقول..
نودعك يا شيرين وانتي الشهيدة التي اختطت للاعلاميات العربيات دربا موسوما وطريقا معبدا..طريقا لا يعرف المساحيق وادوات التجميل يجسده وجهك الصبوح وابتسامتك الحزينة.. ذلك الطريق الذي كسر شوكة الاعداء وغرورهم وجعلهم اذلة صاغرين..غدا تشرق شمسك ياجميلة الجميلات ونوزع بإسمك حلوى النصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى