أخبار

الطريق الثالث – بكري المدني /مسؤولية المكون العسكري

الخرطوم – تسامح نيوز

 

ان اشتعال حرب الأطراف مجددا من دار فور للنيل الأزرق مرورا بجبال النوبة هو ما ينقص البلد الآن لينتقل وضعها من السيء للأسوأ وللأسف فإن مؤشرات كثيرة توحي بتجدد المواجهات بين القوات المسلحة والحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق جوبا للسلام ومن تلك المؤشرات عمليات (التشوين)المستمرة لقوات الحركات بالأسلحة والعتاد الحربي هذا من ناحية عسكرية أما من الناحية السياسية فإن رفض الحركات المعنية للتفاوض إلا عبر شروطها المسبقة يعني تغليبها لخيار الاقتتال بدلا عن التفاوض ومن المؤشرات الأخيرة والخطيرة اللقاء الأخير للحركات المسلحة بالحزب الشيوعي في كل من جوبا وكاودا ورؤية الحزب الشيوعي للتغيير الذي يراه لا تقل عن رؤية تلك الحركات في النهايات التى يطلبها !

ان السبب المباشر للخطر القادم هو تهاون المكون العسكري الذي تسلم مقاليد الأمور بعد سقوط النظام السابق ونتيجة هذا التهاون أصاب الأحوال الأمنية سيولة ملحوظة على مستوى المدن السودانية وفي مقدمتها الخرطوم والتى فارقت وضعها القديم كواحدة من أكثر المدن أمانا في العالم وكذلك انتقلت حالة السيولة لبقية المدن كلها هذا غير تفجر الاقتتال القبلي وعلى نحو بشع ومؤلم في دارفور ولم يتبق إلا إطلاق النار من قبل الحركات المسلحة لتعم الفوضى !

في حال السودان كان المطلوب ومنذ بيان الجيش في 11ابريل 2019م تطبيق أعلى درجات الطوارئ وفرض الأمن فوق كل الأراضي السودانية وتحكيم قيادات عسكرية على الأقاليم ذات الهشاشة الأمنية وتكوين حكومة مدنية صغيرة مستقلة لتصريف شؤون البلاد حتى الانتخابات العامة

ان تساهل المكون العسكري هو الذي أغرى بعض القوى السياسية لزعزعة الأمن والاستقرار تحت مسمى ممارسة الحقوق الدستورية وتهاون المكون العسكري هو الذي أغرى السفارات والمنظمات والبعثات الأجنبية لتبدو وكأنها السلطات الحاكمة للسودان وأخيرا فإن المكون العسكري سيكون هو المسؤول الأول في حال تجرؤ الحركات المسلحة على إعلان العودة للحرب في الأطراف

من باب الإنصاف علينا الإشارة والإشادة بحملات استتباب الأمن الجارية في الخرطوم من خلال ملاحقة القوات النظامية للعصابات ومحاولة فرض النظام ولكن فرض الأمن وحفظ البلاد من الانهيار لن يكتمل إلا بإجراءات أمنية وسياسية أشمل وأقوى تضع البلاد في المسار الصحيح في هذه المرحلة الحرجة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى