أخبارالمقالات

بابكر يحي يكتب: من يقف وراء تدهور مسجد النيلين؟

تسامح نيوز – الخرطوم

صفوة القول

*بالأمس جمعتنا مناسبة عقد زواج بمسجد النيلين العتيق.. لاحظت تدهورا مريعاً في خدماته العامة.. لاحظت أنه مهمل تماماً ولا جديد فيه البتة ؛ بل إن مكيفاته لم تعد تعمل بالكفاءة المناسبة وقد تأثرت أيضا أعمال النظافة بشكل كبير .. فلو لا إنه يستند على أساس متين لانهار هذا الصرح الكبير ، ولو كان ينطق لشكى من الإهمال .. فقد كثر فيه الحرامية.. سرقوا بالأمس هواتف المصلين واحذيتهم ونقودهم وأفسدوا عليهم افراحهم وطمانيتهم في يوم عيد إسلامي متجدد..!!*

*وجدته ولسان حاله يتساءل أين البروفيسور ابراهيم نورين؟ أين العلماء الكبار الذين كانوا يقومون على خدمته..فللشيخ ابراهيم نورين الذي كان خطيبا في هذا المسجد قصة حزينة ومؤلمة ، نعم مؤلمة حد الألم لأنها تعبر عن حالة السطحية في العلاقة ما بين المصلين ودينهم ، السطحية في العلاقة ما بين المصلين وامامهم الذي يخطب فيهم منذ عشرات السنين.. لكنهم وللأسف وفي لحظات هياج ثوري عجزوا عن حمايته من جوغة شباب قدموا إلى المسجد وانزلوه من خطبة الجمعة..!!*

*نعم أنزلوه من خطبة الجمعة والمصلين عاجزين عن حماية قدسية منبر الجمعة، المصلون في منتهى الضعف ومنتهى التنازل عن ضوابط شرعية تضبط هذه المنابر وتحدد كيفية التعامل معها.. ولم يكن ذلك حصرا على مسجد النيلين بل حدث ذلك في غالبية مساجد الخرطوم ؛ وبعض الولايات وقد صمت الناس عن الفعل القبيح بل بعضهم برر لذلك الفعل! ولم يحدث هذا التعدي وهذه الجرأة على منابر الإسلام في اي مكان في العالم منذ عهد صدر الإسلام الاول وحتى الآن.. بل لم يفعله التتار والمغول .. نعم لم يحدث هذا إلا في السودان بلاد الغرائب والعجائب ..*

*رضي المصلون بان يكونوا مع رغبة السفهاء خوفاً من (الفيسبوك) وخوفا من كلمة (كوز) لذلك لم ينتصروا لعلمائهم واختاروا أن يكونوا مع دعاة الضلال.. بشكل او بآخر.. لذلك سلط الله على هذه البلاد اشر الناس.. وذلك ليميز الله الخبيث من الطيب..*

*أسفي على إستهداف منابر الدعوة وبيوت الله من قبل دعاة هذه الثورة .. أسفي الشديد على مجتمع ما عاد يستفذه شيئ من دينه.. أسفي على مجتمع ينظر إلى الصلاة وكأنها (حركات رياضية) أقول ذلك لأن ظاهر الأمر ليس فيه رباط روحي مع الله سبحانه وتعالى.. ليس فيه خشوع.. ليس فيه هيبة المسلم.. ليس فيه جهاد.. ليس فيه نصرة وقوة.. لذلك ماذا يريد الله بصلاتهم؟!!*

*أعيدوا لمسجد النيلين البروفيسور ابراهيم نورين او غيره من العلماء ليعلموا الناس شيئا من أصول الفقه إن كانوا يتعلمون.. ليعلموا الناس ( إن الحجة في الإسلام ليست بالاهواء والصخب والصراخ) إنما الحجة بنصوص القرآن والسنة النبوية وما عليه إجماع الفقهاء .. اعيدوا له العلماء ليعلموا الناس إن الدين أتى لينظم حياة الناس العامة بما في ذلك المزاج العام وقت الهياج ..!!*

*دعوا الناس تسعد من جديد بنصف ساعة يطمئنوا فيها لذكر الله، نصف ساعة يتلقون فيه موعظة تعيد إليهم شيئاً من رشدهم، نصف ساعة فقط يجدون فيها شيئاً من الإجابات على سوالاتهم المستجدة في سائر قضايا حياتهم اليومية .. لا تحصروا الدين في العبادات فقط فالقرآن غالبيته يتحدث عن (منظومة القيم) ، منظومة القيم التي تنظم حياة الناس في كل شيئ .. ولا تسمحوا للعلمانيين ان يرددوا على مسامعكم عبارة (الدولة ما بتدخل جنة ولا بتطلع من النار).. والله المستعان.*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى