المقالات

طارق محمد عمر ✍️..العلاقة بين المخابرات البريطانية والأمريكية

الخرطوم : تسامح نيوز

الإمبراطورية البريطانية أسست الولايات المتحدة الأمريكية في شتى المجالات ورفدتها بالمال والرجال والخطط والتكنلوجيا والمعلومات والإعلام .. ويمكن اعتبار اميركا نسخة مطورة من بريطانيا .. وقد شمل ذلك تاسبس أجهزة الأمن والمخابرات .. لكن ثمة فروقات بين أجهزة الدولتين ومن ذلك أن المخابرات البريطانية اخذت بفكرة المدرسة الاستخبارية المختلطة .. أي انها تجمع مابين المدرستين الغربية والشرقية وذلك يرحع لكونها دولة استعمرت معظم الدول واصبحت امبراطورية واسعة لم تغب عنها الشمس .. بينما اتبعت المخابرات الأمريكية المدرسة الغربية لكونها دولة حديثة التكوين ولم تعش تجربة استعمار معلن مثل بريطانيا .. لكنها استعمرت جل العالم سرا عبر شبكات من العملاء والجواسيس في معظم الدول والمنظمات الدولية والإقليمية .. المدرسة الشرقية ومثالها المخابرات السوفيتية وأجهزة مخابرات التنظيمات الشيوعية .. سمتها الإنتشار الأفقي .. بينما تنتشر المدارس الغربية ومثالها الامريكية راسيا .. يمكن للمخابرات الشرقية تاسبس شبكة استخبارية قاعدية على مستوى العمال والموظفين .. بينما تتجه المدارس الغربية لتجنيد كبار المسؤولين في الدول وتجعل اجهزتها الأمنية مصدرا من مصادر معلوماتها .. وتكلفها بمهام خارجية تصب في المصالح الغربية .. وعلى الرغم من التوافق والانسجام بين المخابرات البريطانية والأمريكية .. إلا أن الأخيرة تحاول إثبات استقلاليتها عن بريطانيا وتتطلع بمهام سرية لاتطلع عليها البريطانية .. ومن أمثلة ذلك أن المخابرات الأمريكية اخترقت جماعة الإخوان المسلمون في مصر إبتداء من سنة 1932 .. ورتبت انقلاب ثورة 23 يوليو 1952 بتوافق بين الضباط الاحرار وجماعة الإخوان ولم تعلم المخابرات البريطانية بذلك إلا في يوم اذاعة بيان الثورة .. مثلما اخفت الأمريكية من البريطانية أن الهدف من الإنقلاب إختراق الإتحاد السوفيتي والتنظيمات والأحزاب الشيوعية في العالم .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 4 اغسطس 2022 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى