طارق محمد عمر يكتب: معركة كرري/ من شرفة المخابرات (1)

تسامح نيوز – الخرطوم
التحضير لمعركة كرري بدا بعيد فتح قوات المهدي العاصمة الخرطوم في 26 يناير 1885 ومقتل 25000 اجنبي وبعض السودانيين وذبح عدد من القناصل وجز راس غردون حاكم السودان .. وسبي نحو 2000 فتاة اجنبية واسر نحو 6 الف اجنبي جلهم مصريين .
عملت المخابرات البريطانية على وضع خطة لإضعاف وتفكيك نظام الحكم المهدوي .. تمثلت في فتح جبهات قتال تجاه الأطراف والجوار لتشتيت القوات وانهاك ميزانية الدولة .. حيث فتحت جبهة ضد الرزيقات في دارفور واخرى في جبال النوبة وشمال كردفان ودار جعل .. ثم تجاه الحبشة وارتريا .
لضرب الإقتصاد والإدارة والخدمات تم تجفيف الخدمات من الريف وشجع مواطنيه على الهجرة إلى أم درمان فتركوا الزرع والضرع .. واحيل اغلب مواطني العاصمة الى التقاعد فغابت خدمات الادارة والصحة والتعليم والأمن .
شجعت عمليات التجسس فتم زرع مئات الحبش والحبشيات في منازل ودواوين حكم الخليفة والامراء ونظمهم على هيئة شبكات تجسسية وادارهم يهودي يدعى يوسف ميخاءيل .. ادعى الإسلام واصبح مستشارا للخليفة .. وكان يوافي العقيد استخبارات روقنالد ونجت بالتقارير وهو اذ ذاك معسكر مع القوات الغازية على الحدود السودانية المصرية عند مدينة الفيوم شمال شرق اسوان .
كذلك نشطت شبكات الأمن الداخلي المحلول وجلها من الشايقية للتجسس على حكومة الخليفة عبد الله وموافاة ونجت بالتقارير .
كلف المصري حسن حسين امير اولاد الريف بادارة شبكات استخبارية مكونة من 5 الف أسر مصري بالتجسس على الدولة ..وا ستطاع ونجت تدريب وتاهيل وزرع الطيب ود الحسين عميلا ببلاط حكم الخليفة فضلله وطاشت سهامه عن مراميها .
تم تجنيد 7 من كبار القضاة عملاء لصالح ونجت مقابل رواتب شهرية .. فحكموا جورا وتسببوا في اعدام الأمير الزاكي طمل زورا .
ضرب حصار عسكري واقتصادي على البلاد حتى جاع الناس وبلي منهم الملبس والنعال .
تم تشكيك الخليفة في نوايا كبار الأمراء ومنهم ود النجومي وعثمان دقنه والياس أم برير والنور عنقرة .. فهمشهم ولم يسمع لهم رايا .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في 2 سبتمبر 2022 .