المقالات

د سلوى حسن صديق تكتب.. بروفسيور سعاد الفاتح البدوي..تأبين استثنائي..عطاء استثنائي

لا ادري لماذا انتابني إحساس بزهو وافتخار بانتمائي للتيار الإسلامي ولوطني السودان وانا اكفكف دمعة هطلي علي فقد جلل بقامة ام رؤوم بروف سعاد الفاتح محمد البدوي خلال تأبينها اليوم وهو بالطبع شعور طبيعي ولكن غير الطبيعي ان يكون مصدر فخري نابع من مقارنة بين فقدين.. فقد الأستاذة الفاضلة فاطمة احمد إبراهيم والتي تنكرت لها قبيلة اليسار وقوبلت بنقيض الوفاء رغم ان فاطمة قدمت لليسار عصارة حياتها وقدمت للسودان الكثير من خلال وطنيتها وحدبها علي ترقية المرأة السودانية الا ان اليسار المريض تغافل عنها لاتجاهها الصوفي في اخر ايامها.. رحمها الله..والشاهد رغم اختلاف الرائدتين في المنطلقات الفكرية حينها الا ان منافستيهما في مضمار توعية المرأة السودانية بحقوقها والمطالبة بالمساواة في الاجر للعمل المتساوي كانت صيحة واحدة وعملا وطنيا كبيرا وجد تقدير الكبار والشباب في ذلك الزمان البعيد حيث كانت المرأة السودانية غارقة في بحور العادات والتقاليد البالية والحرمان من التعليم شأنها شأن الأقطار العربية والافريقية وقتها وهو نتاج طبيعي لانطلاقة المرأة السودانية القوية التي قادتها الأستاذة المعلمة فاطمة طالب الله باسم جمعية المثقفات السودانيات النواة الاولي للاتحاد النسائي قبل ان يستأثر به اليسار ويفرغه من محتواه الوطني لصالح الحزب المهيمن.
تأبين البروفسيور سعاد الفاتح يحكي قصة انبثاق شرنقة استثنائية توشحت بالعلم في اكبر حصونه جامعة الخرطوم واعتي الكليات البريطانية أيام مجدهما وتوجته بالدراسات العليا ممثلا في رسالة الدكتورة التي اشرف عليه البروفسيور عبد الله الطيب في كلية الآداب في سبعينيات القرن الماضي عن إنذارات المهدى..ليتوج كل ذلك بإضافات علمية مبهرة بلا
انقطاع..
بروف سعاد نذرت حياتها وبيتها واسرتها الصغيرة باكرا لخدمة الناس من منطلق فهمها ووعيها برسالة الإسلام وكانت من فهمها المتقدم لهذا تمازج ما بين الوظيفة و حاجات الناس ومتطلبات تطويرهم حيثما طاب لها المقام وجدت متنفسا لتقديم فكرها من خلال التجربة والعمل سواء كان المقام مؤسسة او عمادة لكلية او رئاسة لمنظمة او عضوية لبرلمان وطني او إقليمي.. بدأت هذا العمل في بواكير حياتها كما ذكرت حفيدتها الدكتورة ياسمين بمحو الامية بالطبشورة علي جدار زنزانة للسجينات في احد سجون الاستبداد وهي بعد شابة غضة لتستمر المسيرة حتي وفاتها.. خطوات مزجت فيها العلم بالدعوة والتجربة ولتكون خلاصة ذلك عطاء بحجم مزار لإرثها تبنته اللجنة الوطنية لتأبينها برئاسة دكتورة بخيتة امين يحوي كل تاريخ المرأة السودانية وتأسيسا لجائزة عالمية باسمها اقترحها السفير التونسي لدي السودان خلال حفل التأبين .
ب. سعاد شخصية استثنائية لها حق ان يضطلع الناس علي تجربتها وتضاء بها مشاعل المعرفة من خلال الدراسات العليا فهي الملهمة للشعوب ببرلماناتها وهي المشاركة في كل دعوات التحرر من الهيمنة والاستعمار..وهي الام والاخت والصديقة المتواضعة للمتحابات في الله تقضي حوائجهن وحوائج الناس ولا تغلق بابها ولا قلبها امام احد..دائمة الصدع بالحق ولا تخاف الا ربها ..لا يغريها صوت الدراهم ولا يفزعها صولجان الامراء والحكام..كيف وقد اوصي الملك فيصل رحمه الله حراسه ان يفتحوا الباب للدكتور ة سعاد متي حلت..
مسيرة لم تستطع الاوراق المكتوبة ان تحيطها فخرجت الكلمات من افواه المتحدثين بلا استئذان او اتفاق كأنما اراد الله ان يظهرها كرامة لها ولاخلاصها لربها ولعمرها المديد المبارك ولارث جدها العلامة محمد البدوى في خدمة الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى