أخبار

محمد حامد جمعة يكتب: جديد

تسامح نيوز | الخرطوم

منذ أن تلقيت خبر وفاة الأستاذ الصحفي عيسى جديد . إستعصمت بالصمت . رفضت في هذا المساء إجابة هاتف او نداء . حتى جري الأصابع على ألواح الثراثرات إغتممت عنه .

قيدني حال بالجملة موجع . وإن قام الرضاء بقضاء الله يترافق وفسحة ( وإن القلب ليحزن ) . هذا الوسط على تباينات أقلامه وتعدد مواقفهم يظل حبل مشبعا بروح زمالة تنسج بالمعاصرة والمجايلة وتتقوى بالتزامل والتزامن وتقوم مرات كثيرة وشائج على ألياف تنغرس في نقوش الحرف وعلامات الترقيم لمن لم تكن معرفتهم حاضرة في مبنى صحيفة او رفقة دار نشر . فيقوم حبل من الود والإحترام واهل الصحافة كمهنة يتعارفون ويتوافون في حضرة مساحات تزيل عادة فواصل الزمان والمكان بشكل عجيب .

عيسى جديد كان خلطة من الصحفي الدقيق الإلتفات . في السياسة والأدب وملمح ود البلد والحلة مع ذاك الستر المديد لغصص الأوجاع والعذابات الخاصة وتقلبات الحال والصحة التي تتحول عندنا معشر حملة الأقلام الى فيوض من العمل والكتابة لتكون الغصة الذاتية قصة تفيض بشروحات الحياة وإن كانت العلل تسري في أجسادنا لتأكل نضارتها وتسقطنا على نحو مفاجئ . مثل جزء من نص مفقود . يكتمل عادة بنعي ومرثية . يفوت أحيانا على فطنة القراء ومرات لا يفوت .

رحم الله عيسى جديد . وصبر رفاق المماشي والظلال ولحيظات الحضور والذهاب معه بين النهارات ومداخل الغروب . لقد صار (جديد) الى ما سنصير اليه ولو بعد حين او برهة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى