
متابعات | تسامح نيوز
*راشد عبد الرحيم*
*حكاية بقال*
و انا اخط هذا العنوان قفزت إلي ذهني واحدة من اروع القصص السودانية التي حكاها المسلسل الإذاعي الرائع ( حكاية نادية ) للروائي المبدع حمدنا الله عبد القادر و الذي رفد الاذاعة السودانية باروع المسلسلات و إلي جانب حكاية نادية قدم اعمالا مشهورة منها ( خطوبة سهير ) و ( المنضرة ) و ( كشك ناصية )
تحكي ( حكاية نادية ) جانبا من حياة الشباب و وقوعه في براثن المخدرات و المظاهر الشبابية و رغم قتامة الصورة المقدمة و لكنها ابرزت سماحة و رفعة و جمال المجتمع السوداني و دولة ٥٦ التي قدمها رائد مسرحي سماه البريطانيون و هم يمنحونه جائزة الادب الجاد بشارلز ديكنز افريقيا و ديكنز كما هو معلوم من رواد المسرح الإنجليزي و كدت ان افعل كما يفعل الكاتب حمدنا الله عبد القادر و هو يتخذ من سقف داره في حي الرياض مكتبا في الهواء الطلق و الهدوء و نسائم الليل .
حكاية بقال لن تجد مبدعا يحكي مافيها من إيجابيات لو كانت فيها ذلك ان مجمتع التمرد لم يقدم و لم و لن يحد من يقدمه للمجتمع السوداني الذي يريد ان يحتله و يحكمه فهم اوباش ليس من بينهم كاتب و لا اديب و لا شاعر .
( حكاية بقال ) تحكي قصة شاب يطارد المظاهر الخادعة و يتوسل إليها بالزي الملفت و ( الكريمات ) و حب السلطة و مناصب و رتب الحكام .
اول إنضمامه للدعم السريح منح نفسه رتبة الفريق و ظهر بالزي العسكري تزينه علامات الكتف . فقد وجد الرجل جماعة ليس لها نظام و لا هيكل حكم و إدارة فسمي نفسه ( بوالي الخرطوم بمحلياتها الست ) و التي هرب منها و في لغتهم ( عرد منها )
حكاية بقال تعكس نفسا نزقة محبة للمظاهر التي يلتمسها قي إنضمامه القوي السياسية و العسكرية التي يظن انها تتيح له هرجه فإنتمي للمؤتمر الوطني ثم التيار الإسلامي العريض و اخيرا الدعم السريع .
حكاية بقال تعكس شعورا بالدونية يعالجه بالسعي لتغيير الجلد و المظهر فيلجا للكريمات التي وجدت كميات منها بمنزله و قد تركها بعد ان ( شفشفها ) من محال و متاجر امدرمان .
كما تنكر لجلده تنكر لاهله و هو يهرول لاسرة دقلو و الماهرية و هم يحاربون اهله الزغاوة .
مثل شخصيات بقال المهترئة تنبت من سيرة و مظهر قبيح تحاول الهروب منه و التنكر له فهو يختار ما يرطب و ينعم جلده بما تفعله النساء ثم يسعي للهروب من بعض تاريخه المشين .
فهو يوغل في الإساءة لمن يحاربه و يحاول ان يدفع قومه الجدد لحربهم و إبادتهم و قد إستفرغ لسانه بقبيح التهديد لشندي و دنقلا و عطبرة و يسب من يظن انهم يهددون تطلعاته من الجعليين و الشايقية و الدناقلة و المحس .
الدعم السريع ما هو إلا مزبلة و مكبا تجمع فيه الهاربون من تاريخهم المثقل بالسرقات و الهروب من العدالة و من ميادين القتال الشريف مثل النتن بقال و النقيب سفيان و من اسرة دقلو و و كثير من ابناء الماهرية و غيرهم من الذين يهربون إلي التمرد من تاريخهم المشبع بالجبن و الخوف و القتل و السرقات .
تحررت الخرطوم في العشرين من هذا الشهر من كثير من القاذورات
و ستعود و يعود السودان و دولة ٥٦ نظيفة من كل تهريج و بطولات طفولية بائسة و انفس مريضة .