تحقيقات وتقارير

الصراع حول السودان ولعبة المخابرات بتنفيذ سياسة شد الأطراف

الخرطوم تسامح نيوز

 

بات واضحاً لكل المراقبين أن الصراع حول السودان بدأ يأخذ منحى جديداً، وظهر بشكل واضح التدخل المخابراتي الكثيف في الشأن الداخلي السوداني، وقيادة حملات ممنهجة لتزكية خطاب الكراهية وزرع الفتنة والخلاف بين السودانين ومنع أي تقارب أو توافق بين القوى السياسية تجاه حل الأزمة السياسية في البلاد.

ويتأكد للمتابعين أن تأجيج الصراع حول السودان بات يتخذ أشكالا مختلفة ذات أبعاد محسوبة بدقة محصلتها تخريب العلاقة بين السودان وجيرانه، ويتجلى ذلك بوضوح في الاعتداء الاثيوبي على الفشقة وقتل ٧جنود سودانين ومواطن بعد أسرهم، الامر الذي تسبب في فتور العلاقة بين الخرطوم واديس.

كما تقف حادثة الاعتداء على الرعاة السودانيين في منطقة بئر سليبيه بغرب دارفور من قبل مليشيات تشادية ومقتل ١٨ مواطنا هي الأخرى، اكبر دليل على العبث بأمن ومصالح السودان ومحاولة زعزعة الحدود بين البلدين، حيث عزل الرئيس التشادي دبي الصغير حاكم ولاية فرا الحدودية مع غرب دارفور، مما يعكس أن ماوراء الاعتداء كانت تقف جهات تريد زعزعة الاستقرار بين الخرطوم وإنجمينا والتشويش على نتائج زيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لتشاد.

وقال الخبير الأمني اللواء معاش محمد حسن خالد، في تصريح صحفي، إن الخلافات الداخلية والكيد السياسي وعدم وجود حكومة شجع المغامرين للعبث بأمن السودان وخلخلة النسيج الاجتماعي وزرع الفتنة بين المكونات القبلية والمجتمعية.

وأشار في هذا الخصوص إلى تحركات الجارة أريتريا ومحاولات الرئيس أفورقي إيجاد موطئ قدم له في السودان، من خلال دعوته لمكونات شرق السودان للاجتماع في أريتريا بالرغم من انه تلقى اخطارا من الخرطوم برفض وساطته وتدخله في ازمة الشرق.

َولفت الخبير الأمني إلى نماذج أخرى من تحريك الصراع عبر مخالب المخابرات الأجنبية واستخدام ازرعها لدى الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو التي مارست الاعتداء المتكرر على قبيلة المسيرية ونهب مواشيهم، وتهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي باخراجهم من المنطقة، وهو ما يعني صب مزيد من الزيت على نار الفتنة.

وأشار الخبير ايضا إلى نموذج آخر تم تطبيقه ضمن الصراع على السودان وتنفيذ سياسة شده من اطرافه، حيث اعتدت حركة عبد الواحد على طوف مشترك وقتلت ضابط شرطة.

وينبه الخبراء كافة جماهير الشعب السوداني و مكوناته السياسية والمجتمعية إلى أن ثورة التغيير في طريقها للاختطاف وتحويلها إلى مشروع تقسيم السودان إلى دويلات متصارعة، إن لم يتحدوا ويتوافقوا على كيف يحكم السودان وبالتالي يحق لهم التمتع بثروات بلادهم ومواردها الضخمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى