المقالات

بكري المدني✍️..كشف الحساب والحال !

أذكر أيام ان كنت رئيسا لتحرير صحيفة الوطن ان جاءني مندوبا من سفارة دولة أجنبية بالخرطوم وقال لي ان حكومة بلاده قدمت منحة لإحدى الجهات السودانية ويريدون نشرها ولما اطلعت على الورق وجدتها ثلاثين ألف دولار فقط وكان الدولار وقتها في حدود العشرين جنيه وكان مبلغا ضئيلا مقارنة بحجم الدولة المعنية ولكن الرجل قام بما يليه من الإعلان المطلوب للشفافية بينما لم أقرأ من الجهة التى تم التبرع لها ما يفيد الاستلام لا بالشكر ولا بالصرف !

 

* ان ما قالته نائبة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في جلسة الكونغرس الأمريكي عن تقديم الوكالة المعنية لمبلغ 100مليون دولار لناشطين ومنظمات مجتنع مدني في السودان لم يكن فضحا لتكن الجهات ولا هو رشوة بالضرورة فالنظام المالى في أمريكا و غيرها من دول الغرب لا يسمح بتقديم رشاوى من المال العام أو الخاص والمبلغ المذكور  هو دعم أو تبرع مسموح به والحديث عنه ينم عن شفافية بل وعن فخر ولكن كان المطلوب من الجهات السودانية التى استلمت الدعم  بذات المستوى من الشفافية وبشكر يقابل العطاء ان تعلن عن استلام مبلغ المائة مليون دولار وان تكشف للرأي العام فيما صرفته !

 

* ان كانت الجهات السودانية التى استلمت مبلغ المائة مليون دولار أمريكي تظن أن الجهة المانحة سوف تصمت عن دعمها لها ابدا فهي جاهلة وان كانت تحسب ان ذكر الجهات والأفراد الذين استلموا المبلغ بالإسم والرقم سوف يتأخر أكثر بعد الدوي الإعلامي الذي أحدثه الإعلان الأمريكي في السودان تكون ساذجة والأفضل الآن وقبل فوات لكل الجهات ولكل الأفراد الذين استلموا مبالغ من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بل ومن أي جهات أجنبية أخرى إن وجدت ان تعلن عن ذلك وتعلن أيضا عن أوجه صرفها والا فإن (المتغطي بأمريكا عريان)لأنها شفافة جدا ولا تستر من هو تحتها !

 

* لا تدفع الولايات المتحدة ولا منظماتها أموالها وكذلك الحال بالنسبة لكل دول العالم الغربي على وجه التحديد وهي تسعى فوق تحقيق أهداف معينة الى معرفة مدى التزام الجهات المستلمة بالأهداف المرجوة ولمزيد من الحرص تخاطب الرأى العام الداخلي وكذلك الرأي العام في البلدان موقع التبرعات والدعم

 

* المجموعة الناجية هي التى تسبق بالخروج للرأي العام وتحدث الناس بالأرقام والأحوال عن الاستلام وأوجه الصرف فذلك التبرع السخي كان لأجل أهداف عامة تسهم في التغيير ولابد من معرفة  مدى توظيف تلك الأموال في أهدافها المطلوبة

 

على الطريق الثالث

 

ننتظر كشف الحساب إذا والذي يفصل فيما صرفت المائة مليون دولار -كم من الكمامات؟ وكم من السندوتشات؟بل كم من الكلمات على الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى