تحقيقات وتقارير

دعوة الحزب الشيوعي لإسقاط حكومة حمدوك.. هل تخرج مسيرات 19 ديسمبر عن السيطرة؟!

الخرطوم: تسامح نيوز

أعلن الحزب الشيوعي السوداني صراحة تسييره مواكب جماهيرية في 19 ديسمبر تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الثانية لثورة ديسمبر المجيدة بشعارات إسقاط حكومة حمدوك وتصحيح مسار الثورة حيث تسائل العديد من الخبراء والمحلليين السياسيين هل سيسيطر الشيوعي على الحريق الذي سيشعله في 19 ديسمبر أم سيتجاوز ذلك الحراك نطاق سيطرته لما لايحمد عقباه مؤكدين أن الساحة السياسية السودانية تموج بعدد من الاضطرابات والانحرافات وتحالف قحت لم يعد كما كان وخرجت العديد من القوى السياسية من عبائته مع وجود حركات الكفاح المسلح ورموزها وقياداتها في الخرطوم.
وقال د. أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي أن التحريض على إسقاط الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري في وقت يعيش فيه السودان هشاشة سياسية وسيولة أمنية سيقود لانفلات أمني وفوضى عارمة في العاصمة الخرطوم التي أصلاً تعاني من بعض الخروقات الامنية في بعض أرجائها، مبيناً أن الخرطوم إذا إنحرفت هذه المواكب الشيوعية عن مساراتها وحدثت تفلتات أمنية سيكون الوضع في الخرطوم خطير جداً وستزهف العديد من الارواح البريئة.
وأضاف حسن أن الشارع السوداني لم يعد كما كان في مقتبل ثورة ديسمبر المجيدة عندما كان تحالف قحت على قلب رجل واحد وكانت قوى الثورة متحدة مشدداً على أن الشارع الان هدته وفتت عضده الازمات المتلاحقة في الخبز والوقود والدواء والغاز متزامنة مع أثار جائحة كرونا وتوقف الحياة الاقتصادية بصورة كبيرة جداً مع إغلاق المدارس والجامعات موضحاً أن كل تلك التداعيات وضعت الشعب السوداني في يأس وإحباط غير مسبوق مع فشل حكومة حمدوك في وضع حلول عاجلة للازمات وعدم تنفيذ أهداف الثورة محذراً من أن هذا اليأس والاحباط ربما تقوده مواكب 19 ديسمبر لدائرة عنف وعنف مضاد في وقت ينقسم فيه الشارع السوداني بين تأييد حكومة حمدوك وضرورة إسقاطها.
وأشار الدكتور عاصم مختار الخبير والمحلل السياسي أن الشرطة السودانية منهكة للغاية وتخضع لعمليات إعادة هيكلة مستمرة وكذلك جهاز المخابرات العامة الذي إنحصرت مهامه في جمع وتحليل المعلومات والبيانات منوهاً إلى أن مواكب ال 19 من ديسمبر لن تستطيع الشرطة وحدها تامينها مما سيستدعي تدخل الجيش والدعم السريع للحفاظ على أروح المواطنين في حالة حدوث مفاجأت في هذه المواكب أو خروجها عن أهدافها ومساراتها أو عجز القائمين عليها توجيهها بصورة مناسبة مبدياً تخوفه من قيام البعض بإستفزازات للقوات المشاركة في تأمين هذه المواكب مؤكداً أن هناك قوى سياسية بعينها تبحث عن دماء وشهداء لتصعيد الموقف ضد المؤسسات العسكرية والامنية لتحقيق أهداف سياسية ذاتية خاصة بها بعيداً عن النظر بعين الروح الوطنية للامن القومي السوداني وضرورة المحافظة عليه بعيداً عن أي خروقات.
ودعا مختار إلى ضبط النفس وتعلية الاجندة الوطنية ومحاربة الاستقطاب السياسي الضار بالشارع السوداني وإعطاء إتفاق السلام الذي تم توقيعه مع حركات الكفاح المسلح فرصة التنفيذ مع الاستفادة من إيجابيات رفع إسم السودان من قائمة الارهاب الامريكية بدلا من تسيير التظاهرات المستمرة وتعكير صفو الفترة الانتقالية مع الانتباه للمخططات الماكرة واللئيمة التي هدفها النيل من أمن وسلام وإستقرار السودان لصالح دوائر إستخبارتية خارجية معلومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى