المقالات

د. حمزة عوض الله يكتب: ثنائية المحبوب و أبوعركي

تسامح/الخرطوم

 

 

 

 

استهلال/

الكتابة عندي حالة تفرض نفسها و تتملك القلم( الذي هو في حالتنا اللوحة) انقطع فجأة لأعود للتحول بذات الفجائية. لا أرغم نفسي عليها لتستمتع بها. في ليلة قريبة أيقظني حدث له دلالة.

ذات عام دعاني القيادي الإسلامي المحبوب عبدالسلام لزفافه بمعيةِ الحبيب شكرالله خلف الله ذهبنا. العربس كان من أشدِّ المنافحين عن عقد الجلاد و معه الكاتب عادل عبدالرحمن.هذا الأخير اشتهر ب(امل) التي كانت رمزيةً لكتاباته في صفحته على ( السودان الحديث) الصحيفة الثانية مع (الإنقاذ) في التسعينات الماضية. كلاهما المحبوب و عادل دافعا عن عركي في فترة ملاحقته. بل ذهب عادل إلى تحرير نصف صفحة، تقريباً ، عن الاستاذ أبوعركي البخيت و طالب الأمن برفع يده عنه.

 

مواصلة/

عوداُ على بدء، معظم من توجهوا لزفاف المحبوب كانوا يتوقعون فرقة انشاد أو حتى قيقم لانتشاره الكثيف في تلكم الفترة. وصلتُ متأخرا ليرنَّ في أذني صوتُ أبوعركي. نظرت إلى (الكوشة) و تنقلت بينها و المسرح.

إنه النوع يا قوميا أحبَّة،نجده في كل شعبة و حزب ويختلفون في المقدار. ففي اليسار و اليمين أناس يشبهون بعضهم في نمطِ التفكير و سماحة الروح و سَعة الأفق و يختلفون غطاءً فكرياً.بذات الفهم الأنواع الأخرى.

ليلتها فكرتُ ولا زلتُ، ماذا إذا جمعنا هذا النوع في سلة خاصة ليفكروا بوعيهم و مرونتهم للوطن؟ ذات الشئ قرأته في قسمات د.الشفيع و د.التحاني عبدالقادر. لقد طالب الأول بمصالحة تأريخية بين اليمين و اليسار بها الحد الأدنى من الاتفاق الوطني. هذا بينا رأى التجاني ضرورة التخلص من ثنائية الشيوعي و الإسلامي لأنها مذ حل الحزب الشيوعي و حتى الآن، سبب مآسينا.

ذانك نموذجان للقراءة و البحث لا الهيجان اللفظي و الانطلاق من نصف معلومة و قليل معرفة. الأجواء الآن استقطابية حادة نعم،إلا أن العقلاء يمكن أن يُأَسسوا جزيرة (الحوار الفكري للمستقبل)

لم تكن مجرد ليلة زفاف بل محطةُ تأملٍ وطنية، على الأقل بالنسبة لي.

حمزوية الحمزوية/

مالم نُعمل العقل الجمعي لن ننهض. لابد من إعادةِ قراءة العقل السوداني لصوغ شخصية قومية. أتراني أبالغ؟ بلغة الفكر اللحظي: نعم و بفهم الفكر الاستراتيجي:لا.

د.حمزة عوض الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى