المقالات

سهير عبدالرحيم تكتب… “تعليم السرقة”

بسم الله الرحمن الرحيم

Kalfelasoar76@hotmail.com

تعليم السرقة

أكثر شيء مؤلم خلال الأسبوع الماضي، وأكبر فاجعة وأسوأ ما يمكن أن يحدث كانت تلك الصورة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت عبر الأسافير خلال الأحداث الأخيرة بمدينة الأبيض .

تلك الصورة التي التقطتها الكاميرا لعدد من طالبات المدارس الثانوية وهن يحملن جوال دقيق عقب الهجمات التي طالت المحال التجارية وأدت الى سلسلة من أعمال النهب والسلب والتخريب .

صورة أخرى صادمة لطالب بالمرحلة الثانوية أيضاً يحمل حقيبته المدرسية على ظهره ويضع فوقها جوال سكر زنة ٥٠ كيلو، طالبة أخرى كانت ترتدي زي المدرسة (اللبني) كانت تحمل عدداً من كراتين الشعيرية والبسكويت المسروقة .

ما ينبغي قوله ابتداءً أن الصور الكثيرة المُتداولة للمواطنين من مختلف الأعمار نساءً ورجالاً وشباباً وأطفالاً والتي كانت تحكي عن سرقة ما خَفّ حمله وغلا ثمنه، “زيت، صابون، دقيق، صلصة، لبن بودرة وغيرها”، لم تكن صادمة أبداً بمقدار صور أولئك الطلبة الذين شاركوا في عمليات السرقة!!

ترى أي مفاهيم تلك التي تمت تربيتهم عليها وتم تدريسها لها، أي مقررات دراسية أذكت لديهم مفهوم القناعة والصبر وعزة النفس، وعدم التسول للآخرين، ناهيك عن السرقة .

أي جيل هذا الذي يمد يده لمال الغير، كم آية في القرآن الكريم وكم حديث شريف وكم قصة من قصص الصحابة رضوان الله عليهم وكم موقف في الحياة وكم درس من الأم والأب يخبرنا أنّ السرقة حرام وأن: (الكذب حرام بقطع اللسان من وراء وقدام) الكذب فقط ناهيك عن السرقة .

أين ألف باء التربية أين الف باء التعليم؟ أين ألف باء الأصول والسلوك القويم وحفظ الأمانة والعهود وإنكار الشينة أين سلوك (أولاد الناس)..؟!

حسناً هؤلاء الذين سرقوا هذه المواد التموينية ماذا ننتظر منهم في المستقبل، إذا كانت لحظة انفلات أمني لم تستمر سويعات، كانت أكبر دليل على سقوطهم الأخلاقي الكبير في امتحان ( اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ).

ماذا ياترى سينتظر الوطن منهم، بل ماذا تراهم يقدمون ، نفس رخيصة وعزيمة فاترة وأخلاق مهلهلة وتربية ضحلة، وتعليم لم يغادر مربع فك الخط ليتجاوزه الى المفهوم الأعمق التربية قبل التعليم والأخلاق قبل الأكاديميات ، فالذين يبنون الأوطان هم أهل الأخلاق و العلم و ليسوا اللصوص الأغبياء..!!

أسوأ ما في ذلك الأمر أن هؤلاء الطلاب يعلمون أنه لن تواجههم مشكلة في منازلهم، بمعنى أن لا أحد سيقرعهم أو يؤنبهم أو حتى يضربهم ويصب جام غضبه عليهم، لا أحد..!!

يعلمون أنه لا الأم ولا الأب ولا أحد من الأسرة سيُعاقبهم على فعلتهم الشنيعة تلك ويسألهم من أين لكم هذا ويطالبهم بإعادة المال المسروق الى أهله .

*خارج السور :*

إنها آفة السودان طلاب مدارس يسرقون.. وأولياء أمور يباركون السرقة.. ومسؤولون يحرسون اللصوص!!!

*نقلاً عن الانتباهة*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى