
د سامية علي تكتب: جلسة محكمة الإرهاب.. رسالة ذات معنى
د. سامية علي.
اليوم بدأت محكمة الارهاب جلساتها اليوم لمحاكمة قادة مليشيا الدعم السريع في قضية مقتل والي ولاية غرب دارفور السابق خميس أبكر .
وهي خطوة مهمة وجريئة تجاه تحقيق العدالة وانتزاع الحقوق لا سيما وان اغتيال الوالي أبكر كانت واقعة بشعة وقد هزت وجدان الشعب السواني وأدمت القلوب وحطمت النفوس وتركت حسرة وألم غائر لم ولن يندمل ما لم يتم محاكمة المتورطين في الاغتيال وإيقاع أقصى العقوبات وأشدها .
حيث تم قتله والتمثيل بجثته بصورة بشعة لم يسبق لها مثيل ، حينما تم اعتقاله واقتياده الى مقر قيادة المليشيا وتصفيته وسحله وترك جثته في العراء للصبية للتمثيل بها.
وقدم النائب العام خطبة جيدة تسند محامي الاتهام أمام محكمة الارهاب ببورتسودان ، الذي قدم قضية متماسكة تحوي ادلة وبينات مسموعة ومرئية ومقروءة وإفادات شهود وأدلة لا يخالطها شك تكفي لإدانة المتهمين.
وبموجب ذلك فالمحكمة قبلت النظر في الدعوى المحالة لها من اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني لمحاكمتهم غيابيا بموجب قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991.
وتضمنت الدعوى ايضاً هجوم المليشيا على مدن وقرى الجزيرة حيث ارتكبت المليشيا جرائم وفظائع يندى لها الجبين بالقتل والتنكيل ولا زالت جريمة ود النورة عالقة في الأذهان.

هذا بجانب جرائم الهجوم على معسكري زمزم وأبو شوك حيث تم قتل العشرات من النازحين وبينهم نساء وأطفال وشيوخ.
وان تواصلت هذه المحاكم وتم إصدار العقوبات بحق المتهمين ، وان صدر الحكم غيابيا.. فلن يفلت أي مجرم من العقاب .
كذلك فان مواصلة مثل هذه المحاكمات يؤكد تصميم وجدية الأجهزة العدلية لمنع انتشار الانتهاكات والتعدي على حقوق الناس وعدم الإفلات من العقاب وملاحقة المجرمين أينما كانوا وحيثما وجدوا.
وهي رسالة مهمة وعاجلة وحاسمة بان العدالة ستطال كل المجرمين كما انها تؤكد عدالة ومقدرة القضاء السوداني على معاقبة المجرمين ومن يخالف القانون.
الأمل ان تواصل محكمة الارهاب بذات الهمة والقوة والحماس والعزيمة، لا تتراجع ، لا تتخاذل ، لا تفتر ولا تلين حتى ينال كل مجرم حقه في العقاب والجزاء ، ويعود الامن والأمان للسودان كسابق عهده ، ويتفرغ الكل للبناء والتعمير في اجواء يملؤها التسامح والتعايش، أجواء معافاه من الأحقاد والبغض والتنافر.