
د أميرة كمال مصطفى: النهود ليست للبيع.. ستعود قريبا
في قلب السودان الغربي، تقف مدينة النهود شامخة كرمزٍ للمقاومة والصمود، مدينة لا تنكسر، ولا تنحني. لم تكن النهود يومًا مجرد نقطة على خارطة دارفور أو كردفان، بل كانت دومًا قلعةً للكرامة، وموطناً لأحرارٍ لا يعرفون الذل، وجيشٍ لا يساوم على شرف الأرض ولا يُفرّط في شبرٍ منها.
حين تقدمت مليشيات الدعم السريع بأدواتها الوحشية نحو النهود، كانت تظن أنها ستجتاحها كما اجتاحت مدنًا أخرى. لكنها فوجئت بمواطنين حملوا الروح قبل السلاح، بجيشٍ اتخذ من النهود متاريس شرفٍ لا تُهدم. هذه المدينة لم تفتح أبوابها للغزاة، بل سطرت صفحة جديدة من المقاومة التي تشبه ما حدث في ود النورة؛ فالقصة ذاتها تتكرر: اقتحام، قتل، حرق، ونهب… لكن الإرادة تبقى عصية.
أهل النهود، مثل أهل ود النورة، لم يستسلموا. هم اليوم أكثر عزيمة، وأكثر إيماناً أن السودان لا يُؤخذ غصبًا، ولا يُحكم ببطش المليشيات. المعركة في النهود ليست معركة جغرافيا فحسب، بل معركة كرامة وطنية، معركة هوية، معركة تقول للعالم إن السودان لن يُحكم بالحديد والنار، ولن تُخمد روحه الحرة.
إننا اليوم، كسودانيين، نقف جميعًا خلف النهود، جيشاً وشعباً. نُعلنها واضحة: لن نفرّط في النهود، ولن نقبل بواقع ترسمه فوهات البنادق. وندعو جميع القوى الوطنية، والسياسية، والإعلامية، أن تجعل من استعادة النهود أولوية وطنية، لأنها ليست مدينة فقط، بل رمزٌ للثبات والصمود، وخطٌ أحمر في ذاكرة التاريخ.
النهود ستعود، وستكتب هنا وقفنا، وهنا انتصرنا، وهنا لن ننسى…
ودمتم دوما بخير